top of page
 
أدوية تستخدم في علاج الآلام الخفيفة والمتوسطة
 

تعرف مسكنات الألم بأنها أدوية تستخدم للتخلص من الألم أو تسكينه والتخفيف من شدته سواء كان ذلك الألم بسيطا أو شديدا.

تتوافر في الصيدليات أنواع مختلفة ومتنوعة من الأدوية تختلف في فعالياتها وأعراضها الجانبية، بعضها يمكن شراؤه بدون وصفة طبية، وأخرى لا يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية.

والحديث في هذا المقال سيكون حول بعض الأدوية المستخدمة لمعالجة الحالات الخفيفة إلى متوسطة الألم.

 

ما الألم؟

عرفت منظمة الصحة العالمية الألم على أنه تجربة حسيّة وعاطفية مزعجة ناتجة عن ضرر واقع أو يحتمل وقوعه على أنسجة الجسم، مما يؤدي للشعور المزعج وهو الألم.

فالألم وسيلة يستخدمها الجسم للفت الانتباه إلى وجود أو احتمال حصول ضرر ما في أنسجة الجسم. يهدف هذا الشعور إلى الحد من تفاقم الضرر، فالألم الذي تشعر به عند لمس شيء ساخن ينبهك إلى إبعاد يدك عن مصدر الحرارة، والألم الذي تشعر به عند التواء قدمك يمنعك من تحريكها ليحدّ من الضرر الذي لحق بها. لكن استمرار الألم قد يؤثر سلباً على صحة الإنسان البدنية والنفسية.

يُوصف الألم بأنه "عرض ذاتي"؛ أي أن تجربة شخص ما مع الألم تختلف عن تجربة أي شخص آخر، فقد يتعرض شخصان للضرر نفسه، لكن شدة الألم تختلف عند كل منهم. لذا لا يمكن الحصول على قاعدة موحدة لمستوى الألم؛ فالمسألة تعتمد على عوامل ومتغيرات عدة؛ مثل نوع الألم وطبيعة المرض، والأهم من ذلك المريض نفسه؛ حيث إن ألم الأطفال يختلف عن ألم البالغين ويختلف أيضاً عن ألم كبار السن.

 

أنواع مسكنات الألم

تتوفر في الصيدليات خيارات متعددة من مسكنات الألم، تترواح في شدة مفعولها، وسرعة استجابة الجسم لها، وأعراضها الجانبية. كما نعلم جميعاً، فإن لكل دواء آثارا علاجية مرغوبة وآثارا جانبية غير مرغوبة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض الجانبية قد لا تظهر عند كل المرضى، وفي كثير من الأحيان تقل نسبة حدوث الآثار الجانبية عند استعمال الدواء بالطريقة الصحيحة وبالجرعات التي يصفها الطبيب أو الصيدلاني ولفترات محدودة. فيما يلي نذكر أنواع مسكنات الألم ومحاذير استعمالها وأضرارها الجانبية:

 

أولاً: باراسيتامول Paracetamol  (أو أسيتامينوفين Acetaminophen)

باراسيتامول، المعروف تجارياً باسم بانادول Panadol® أو ريفانين Revanin® أو باندا Panda® وغيرها، يعدّ من أهم الأدوية المستخدمة في علاج الآلام الخفيفة إلى المتوسطة؛ مثل الصداع، وآلام الأسنان، وآلام الدورة الشهرية وغيرها من الآلام، وأيضاً له فعالية عالية كخافض للحرارة. نتيجة لعدم امتلاك هذا الدواء تأثيراً مضاداً للالتهاب، فإنه قد لا يكون ذا فائدة كبيرة في حالات آلام المفاصل والعضلات "الروماتيزم".

 

من إيجابيات هذا المسكّن أنه خفيف على المعدة ولا يسبب اضطرابات معوية كالمسكنات الأخرى، ويعد من الأدوية الآمنة التي لا تصاحبها آثار جانبية. يمكن أخذه قبل أو بعد الأكل، صباحاً أو مساءً ولا يحتاج إلى تعليمات خاصة في أخذه.

يتوفر العلاج في أشكال صيدلانية متعددة (أقراص، كبسولات، شراب، تحاميل شرجية وغيرها)، ويظهر تأثير الدواء العلاجي خلال نصف ساعة إلى ساعة من تناول الدواء.

 

موانع الاستعمال: يمنع استخدامه عند المرضى المصابين بمرض شديد بالكبد أو فشل في وظائف الكبد.

الحد الأعلى للجرعة اليومية: أثبتت الدراسات مؤخراً أنه لا يجوز تناول أكثر من 3 غرامات يومياً، ولا يجوز أيضاً تناول أكثر من غرام للجرعة الواحدة.

يمكنك ملاحظة الجرعة المدوّنة على علبة الدواء؛ إذ هناك أقراص تحتوي على 500 مغ ومنها 1000 مغ، وبذلك لا يمكن تناول أكثر من 6 أقراص يومياً من فئة 500 مغ، بينما لا يمكن تناول أكثر من 3 أقراص من فئة 1000 مغ، وهكذا، وإلا تعرض المريض لتسمم كبدي خطير قد يكون مميتاً في بعض الأحيان.

 

جرعة الأطفال

10-15 مغ لكل كيلوغرام من وزن الطفل تعطى كل 4-6 ساعات يومياً، على ألا تتجاوز خمس جرعات يومياً.

ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأدوية المحتوية ضمن المواد الفعالة على الباراسيتامول، بالإضافة إلى المادة الفعالة الأخرى مثل أدوية الرشح، فيجب الانتباه لذلك وعدم تجاوز الجرعة المحددة يومياً.

 

الأعراض الجانبية

كما ذكرنا آنفاً، بشكل عام لا يسبب أعراضاً جانبية كثيرة، لكن إذا لاحظ المريض أيا من الأعراض الآتية، يجب إيقاف العلاج ومراجعة الطبيب:

1) حمّى مع غثيان وألم شديد في المعدة مع فقدان الشهية.

2) خروج بول داكن اللون.

3) اصفرار في الجلد أو العينين.

 

ثانياً: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية Non-Steroidal Anti-inflammatory Drugs (NSAID)

تمتلك الأدوية التابعة لهذه العائلة مفعولاً مسكناً للألم، وخافضاً للحرارة، ومضاداً للالتهاب. وتستعمل لمعالجة الآلام البسيطة والمتوسطة والشديدة. تضمن هذه العائلة الدوائية العديد من الأدوية من أشهرها:

1 - ديكلوفيناك (Dicolfenac) والمعروف تجارياً باسم فولتارين (Voltaren®) أو ديكلوجيسيك (diclogesic®).

2 - ايبوبروفين (Ibuprofen) والمعروف تجارياً باسم أدفيل (Advil®) أو بروفين (Profen®) أو دولوراز (Doloraz®).

3 - نابروكسين (Naproxen) المعروف تجارياً باسم نوبين Nopain®)).

4 - أسبرين (Aspirin).

تتوفر هذه الأدوية بأشكال صيدلانية متعددة، فبعض المنتجات تستخدم لإيصال الدواء الى داخل الجسم أو الى الدورة الدموية؛ كالأقراص، والشراب، والتحاميل، والحقن، بينما منتجات أخرى تستخدم للحصول على تأثير موضعي؛ كالكريم، والمرهم، والجل.

 

موانع الاستعمال

يمنع استعمال هذه الأدوية من قبل المرضى الذين يعانون من فرط الحساسية لها، ومرضى القرحة المعدية أو الهضمية، لكن في حالات الروماتيزم أو غيرها؛ حيث يجب على المريض الالتزام بهذه الأدوية وتوصف له أدوية مضادة للحموضة للوقاية من القرحة، الحصى الكلوية، اضطرابات نزيفية. كما يمنع استخدام الأسبرين من قبل الأطفال دون سن الثامنة عشرة.

 

من مشاكل هذا العلاج

- قد يسبب التهابا في المعدة، قرحة معدية أو نزيفا في الجهاز الهضمي، لذا يجب ألا يتم تناول هذا العلاج على معدة فارغة ويجب تناوله بعد الأكل.

- عند استعمال العلاج لفترات طويلة (كمرضى الروماتيزم مثلا)، قد يسبب مشاكل في الكلى، لذا ينصح المريض بالحرص على شرب كميات كافية من الماء يومياً.

 

سيليكوكسب Celecoxib واتيروكوكسيب Etorocoxib يعملان بطريقة علاجية مشابهة لهذه العائلة الدوائية، إلا أنها تتميز بعدم وجود تأثيرات سلبية على المعدة، وتستخدم عادة في حالات علاج الألم المتوسط إلى الشديد أو في المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي (كالقرحة المعدية).

هذه العلاجات قد ترفع من خطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين واحتشاء عضلة القلب، لذا يجب الحذر عند استعمالها من قبل مرضى القلب والشرايين، ويجب الحرص على الالتزام بأقل جرعة ممكنة ولفترة زمنية محدودة.

ميلوكسيكام Meloxicam وبايروكسيكام Piroxicam من العائلة الدوائية نفسها، لها تأثير خافض للحرارة ومسكن للألم، ميلوكسيكام المعروف تجارياً باسم موبيك (®Mobic) يعد من الأدوية الفعالة جداً في علاج آلام المفاصل والروماتيزم؛ حيث إنه يصل إلى تركيز عال داخل المفاصل.

الأسبرين، رغم أن له تأثيراً مسكناً للألم، إلا أنه مؤخراً لم يعد يستعمل لهذا الغرض، بل يستعمل تحت جرعات خفيفة كمميّع للدم والوقاية من الجلطات، وأثبت فعاليته في ذلك.

 

الصداع المرتد (Rebound Headache)

عندما نتعرض للصداع، فإننا غالباً ما نهلع مباشرة إلى خزانة الأدوية لتناول أحد الأدوية المسكنة؛ مثل بانادول أو آيبوبروفين وغيرهما من المسكنات. الصداع المرتد ينتج عن الاستعمال المفرط أو سوء الاستعمال لمسكنات الألم.

فعند انتهاء مفعول الدواء في الجسم، تشعر بأعراض انسحابية خفيفة، ما يدفعك لأخذ مسكن مرة أخرى وبالتالي صداع آخر، وتبقى الحلقة المفرغة حتى تنتهي بصداع شديد مزمن ومتكرر، يحتاج إلى تدخل الطبيب.

لذا ينصح بعدم الإكثار من تناول مسكنات الألم، واستعمالها فقط عند الحاجة.

دائماً لا تتردد في سؤال طبيبك أو الصيدلاني عن أي عرض مزعج أو غير محبب تعاني منه أو تلاحظه عند تناول أي علاج.

 

 

إعداد: أحمد ابراهيم نوري/ دكتور صيدلة

بإشراف: د. خولة نصير / قسم الصيدلة السريرية

حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى

 

Please reload

bottom of page