دكتور صيدلة
نحو رعاية صيدلانية مثلى
علاج النوع الثاني من مرض السكري
النوع الثاني من مرض السكري أو ما يعرف بالسكري غير المعتمد على الأنسولين وفيه يكون الجسم قادر على إفراز هرمون الأنسولين إما بكميات قليلة غير كافية أو طبيعية غير فعالة نتيجة لمقاومة الجسم للأنسولين وبالتالي يرتفع مستوى السكر بالدم, ويصيب هذا النوع ٩٠٪ من مرضى السكري وعادةً ما يصاب به كبار السن - فوق سن الأربعين- والأشخاص المصابين بزيادة الوزن أو السمنة.
ما هي الأدوية المستخدمة في علاج النوع الثاني من مرض السكري (السكري غير المعتمد على
الأنسولين)؟
بما أن الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري لا يعانون من عجز تام في إفراز الأنسولين وإنما يعانون من مقاومة أجسامهم لعمل الأنسولين أو نقص في إفراز الأنسولين أو الاثنين معاً؛ فإن هناك عدد من الأدوية يتم استخدامها في علاج النوع الثاني من مرض السكري تقوم إما بتحفيز البنكرياس على زيادة إفراز الأنسولين أو تقليل مقاومة الجسم لعمل الأنسولين وتختلف هذه الأدوية في آلية عملها وأعراضها الجانبية وقدرتها على تخفيض مستوى السكر بالدم (خصوصاً السكري التراكمي), وما يميز هذه الأدوية هو أنها تعطى عن طريق الفم وبالتالي لا يحتاج المريض إلى أخذ حقن الأنسولين كما هو الحال في علاج النوع الأول من السكري إلا في حالات معينه سنذكر بعضها لاحقاً.
وتنقسم الأدوية المستخدمة في علاج النوع الثاني من السكري إلى المجموعات الرئيسية التالية:-
1) مجموعة السلفونيليوريا (Sulfonylureas).
2) مجموعة المجليتنايد (Meglitinides).
3) مجموعة البايجوانيد (Biguanides).
4) مجموعة الجليتازون (Glitazones).
سنقوم الآن بالحديث عن خصائص ومميزات كل مجموعة من هذه الأدوية بالتفصيل وسيتم استخدام الأسماء العلمية للأدوية أثناء الشرح, حيث يكون الاسم العلمي بالعادة مكتوب أسفل الاسم التجاري على علبة الدواء ومن الممكن أيضاً الحصول عليه من النشرة الموجودة داخل علبة الدواء.
ما هي مجموعة السلفونيليوريا (Sulfonylureas) وبماذا تتميز؟
* الأدوية التابعة لهذه المجموعة: تضم هذه المجموعة عدد من الأدوية أهمها جليبينكلاميد (Glibenclamide), و جليميبرايد (Glimepiride), وجليبيزايد (Glipizide).
* آلية عملها: تقوم هذه الأدوية بتحفيز البنكرياس على إفراز الأنسولين وهي تقلل مستوى السكري التراكمي (HBA1c) بمقدار 1,5-2% (أي ما يعادل 60-70 ملغم⁄ دسيلتر من مستوى السكر عند الصيام).
* طريقة إعطائها: يتم أخذ أي من هذه الأدوية قبل الأكل بنصف ساعة مرة واحدة يومياً في معظم الأحيان, وتختلف الجرعة المعطاة باختلاف الدواء المستخدم إلا أن جميع الأدوية التابعة لهذه المجموعة تعطي نفس التأثير العلاجي.
* الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامها: قد تسبب هذه الأدوية زيادة بالوزن وانخفاض في مستوى السكر بالدم أو طفح جلدي, ولا يجوز استخدامها من قبل المرضى الذين يعانون من حساسية ضد السلفا, كما يجب مراعاة تعديل الجرعة عند المرضى اللذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد.
ما هي مجموعة المجليتنايد (Meglitinides) وبماذا تتميز؟
* الأدوية التابعة لهذه المجموعة: ناتيجلينيد (Nateglinide), وريباجلينيد (Repaglinide).
* آلية عملها: آلية عمل هذه المجموعة من الأدوية مشابهة لآلية عمل مجموعة السلفونيليوريا حيت أنها تحفز
البنكرياس على إفراز الأنسولين إلا أن هذه الأدوية تعطي فعالية قصيرة الأمد. مقدار الانخفاض بقيمة السكري التراكمي الناتج عن استخدام هذه الأدوية يتراوح ما بين 0,8-1% أي أن فعاليتها في علاج مرض السكري أقل من فعالية المجموعة المذكورة سابقاً (مجموعة السلفونيليوريا).
* طريقة إعطائها: نتيجة لفعاليتها الدوائية قصيرة الأمد يتم أخذ هذه الأدوية قبل كل وجبة (بنصف ساعة تقريباً) ولا يقوم المريض بأخذ حبة الدواء إذا كان لا ينوي تناول الوجبة لمنع حدوث انخفاض في مستوى السكر بالدم.
* الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامها: قد تحدث هذه الأدوية انخفاض بسيط في مستوى السكر بالدم.
ما هي مجموعة البايجوانيد (Biguanides) وبماذا تتميز؟
* الأدوية التابعة لهذه المجموعة: تضم هذه المجموعة دواء واحد فقط يدعى متفورمين (Metformin) ويشتهر في الأردن باسم المنظم.
* آلية عمله: يقوم هذا الدواء بتقليل مقاومة الجسم للأنسولين مما يتيح للأنسولين القدرة على أداء عمله بالشكل الصحيح وبالتالي تقليل مستوى السكر بالدم, كما أن فعالية هذا الدواء مكافئة لفعالية مجموعة السلفونيليوريا (Sulfonylureas) حيث أنه يقلل السكري التراكمي بمقدار 1,5-2%.
* طريقة إعطائه: يتناول المريض حبة الدواء بعد الوجبة للتخفيف من الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامه, ويتوافر هذا الدواء بعدة جرعات (500ملغم, 850ملغم, 1000ملغم) حيث يبدأ المريض بأخذ جرعة صغيرة ويتم زيادتها تدريجياً حتى الوصول للفعالية المطلوبة أو الوصول لأعلى جرعة ممكنه وهي 2550 ملغم باليوم.
* الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامه: تناول هذا الدواء قد يسبب الغثيان أو اضطرابات بالمعدة أو إسهال أو فقدان للشهية - خصوصاً أثناء الفترة الأولى من العلاج- لذلك يتم إعطاءه بعد الوجبات للتقليل من هذه الأعراض, كما يجب الانتباه إلى مستوى مادة الكرياتنين بالدم (serum creatinine) حيث يجب أن لا تتجاوز مقدار معين وهو 1,4ملغم⁄ دسيلتر عند الإناث أو 1,5 ملغم⁄ دسيلتر عند الذكور وإلا فإنه يجب التوقف عن أخذ هذا الدواء مباشرة لتفادى حدوث حالة خطيرة تعرف بالحامض اللبني (lactic acidosis).
* مميزات هذا الدواء: يتمتع هذا الدواء بمميزات تجعله الخيار الأول في معالجة المرضى المصابين بالنوع الثاني من السكري ما لم يكن هناك سبب يمنع ذلك ومنها :
- يقوم بتخفيض مستوى الترايغليسرايد (Triglycerides) والكلسترول السيئ (LDL) بنسبة 8-15%.
- يقوم بزيادة مستوى الكلسترول الحميد (HDL) بنسبة 2%.
- يساعد على إنقاص الوزن حيث يفقد المريض حوالي 2-3 كغم من وزنه وهذا بحد ذاته يقلل من مقاومة الجسم للأنسولين.
- هو الدواء الوحيد الذي أثبتت الدراسات العلمية بأنه يخفض معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب.
- لا يسبب انخفاض في مستوى السكر بالدم.
ما هي مجموعة الجليتازون (Glitazones) وبماذا تتميز؟
* الأدوية التابعة لهذه المجموعة: بيوجليتازون (Pioglitazone), وروزيجليتانون (Rosiglitazone) من أهم الأدوية التابعة لهذه المجموعة ولكن في الآونة الأخيرة تم سحب دواء الروزيجليتازون (Rosiglitazone) بسبب الأعراض الجانبية الخطيرة التي يسببها, ويتوافر حالياً بالأسواق فقط دواء البيوجليتازون (Pioglitazone).
* آلية عمله: يعمل هذا الدواء على تقليل مقاومة الجسم للأنسولين لذلك يجب أن يتوافر كمية كافية من الأنسولين في جسم المريض حتى يتمكن هذا الدواء من إعطاء مفعوله في تخفيض مستوى السكر بالدم, كما أنه يحتاج لمدة لا تقل عن ثلاث إلى أربعة أشهر حتى يُظهر أعلى فعاليه له وهي تخفيض مستوى السكري التراكمي بمقدار 1,5%, وعادةً لا يتم استخدام هذا الدواء وحيداً في علاج مرض السكري وإنما يستخدم مع أدوية أخرى للسيطرة على المرض بشكل أفضل.
* طريقة إعطائه: يعطى هذا الدواء مرة واحدة يومياً.
* الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامه: إن تناول هذا الدواء قد يسبب عدد من الأعراض الجانبية مثل زيادة بالوزن (وهنا يزداد الوزن أكثر كلما كانت الجرعة أعلى), وتجمع السوائل بالجسم خصوصاً إذا كان المريض يأخذ حقن أنسولين بالإضافة لتناول هذا الدواء, كما قد يؤثر هذا الدواء على الكبد لذلك يجب على المريض أن يقوم بفحص أنزيمات الكبد (ALT) قبل البدء بالعلاج وبشكل مستمر بعد البدء بأخذ هذا الدواء, وأيضاً يجب تجنب إعطاء هذا الدواء لمرضى السكري الذين يعانون من ضعف في عضلة القلب من الدرجة الثالثة أو الرابعة:
* مميزات هذا الدواء: من أهم ما يميز هذا الدواء هو قدرته على تخفيض مستوى الترايغليسرايد (Triglyceride) بالدم بنسبة 10- 20%.
إعداد: د. زينب يحيى الصبح / دكتور صيدلة
بإشراف: د. ساير العزام
حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى