دكتور صيدلة
نحو رعاية صيدلانية مثلى
الحقنة الأسبوعية: أمل جديد لمرضى السكري
وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA)) في أيلول عام 2014م على استخدام دواء دولاغلوتايد ((Dulaglutide كحقنة تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً لتحسين مستويات السكر في الدم لدى المرضى الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري بالتزامن مع إتباع حمية غذائية والتمارين رياضية وأسلوب الحياة الصحي.
من المعروف أن النوع الثاني من مرض السكري يعتبر من الأمراض المزمنة والشائعة في كافة أنحاء العالم، فحسب إحصائيات منظمة السكري الأمريكية في عام 2012م فإن 29.1 مليون أمريكي مصابون بمرض السكري من النوع الثاني، أي ما يشكل 9.3% من السكان، وتقدر التكلفة العلاجية لهؤلاء المرضى بملغ 245 بليون دولار سنوياً. عالمياً هناك 246 مليون شخص مصاب بالسكري ومن المتوقع أن يصل العدد إلى380 مليون شخص بحلول عام 2025م أي ما يعادل 7 ملايين شخص في كل عام. في الأردن، يعد السكري من الأمراض الأكثر شيوعاً، حيث تتراوح نسبة المصابين بداء السكري بين 13-17% من السكان بينما 10-20% منهم مصابون بحالة ما قبل السكري.
على الرغم من وجود أدوية متعددة ومختلفة متاحة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، حيث تختلف هذه الأدوية بأشكالها الصيدلانية وجرعاتها وفعاليتها العلاجية، إلا أن السيطرة على مستوى السكر في الدم وإبقاءه ضمن الحدود المطلوبة يعد من أهم التحديات التي يواجهها مرضى السكري في كل أرجاء العالم. العديد من العوامل تقف عائق أمام تحقق الأهداف العلاجية لمرضى السكري، منها الطبيعة المزمنة للمرض، وحاجة المريض للالتزام بالأدوية بشكل يومي ومدى الحياة. لهذا ما زال العمل متواصل لمحاولة إيجاد طرق علاجية فعالة للتخفيف من معاناة هؤلاء المرضى.
مؤخراً حصل دواء دولاغلوتايد (dulaglutide) والذي يحمل الاسم التجاري (Trulicity®) على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ليعتبر خيار علاجي جديد يمكن استخدامه مفرداً أو مضافاً إلى أدوية السكري الأخرى للسيطرة على مستوى السكر في الدم، مثل الميتفورمين وأدوية السلفونيل يوريا والبيوجليتازون، والإنسولين سريع المفعول. ينتمي دواء دولاغلوتايد إلى عائلة الأدوية المحفزة لمستقبلات الببتايد الشبيه بالغلوكاجون (glucagon-like peptide 1agonist)، وبالتالي فهو يحفز إفراز الإنسولين ويقلل من إفراز الغلوكاجون مما يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم.
الدراسات التي أجريت على الدواء
تم دراسة فعالية دواء الدولاغلوتايد وسلامته في 6 دراسات سريرية ضمت 3342 مريض سكري من النوع الثاني، وقد أظهرت هذه الدراسات تحسن في مستوى السكر في الدم لدى المرضى، والذي ظهر على شكل انخفاض في مستوى السكر التراكمي (HbA1C) بمقدار تراوح ما بين 0.7- 1.6%.
كيفية الاستخدام
يتوافر دواء الدولاغلوتايد على شكل إبرة معبئة مسبقاً أو قلم حقن معبئ مسبقاً، وكلاهما يحتوي على جرعة واحدة فقط تحتوي على 0.75 أو 1.5 ملغم للجرعة، ويعطى الدواء كحقنة تحت الجلد مرة واحده أسبوعياً، وينصح بأخذ الجرعة في نفس اليوم من كل أسبوع وفي الوقت نفسه أيضاً، ولكن إذا أراد المريض تغيير يوم الجرعة يمكن ذلك على أن يترك عل الأقل ثلاثة أيام بين الجرعات. يمكن أخد الحقنة قبل أو بعد الأكل، وينصح بتغيير أماكن الحقن بشكل مستمر والتبديل بين منطقة البطن, والفخذ، والذراع.
أما في حال نسي المريض أخذ الحقنة في الوقت المحدد يستطيع أن يأخذها خلال 3 أيام من موعدها الأصلي، وغير ذلك يجب عدم أخذها وإعطاء الحقنة التالية في موعدها المحدد.
هل يمكن استخدام الدواء لجميع مرضى السكري؟
في الحقيقة لا ينصح باستخدام الدواء من قبل المرضى الذين يعانون من التهاب البنكرياس أو أمراض خطيرة في الجهاز الهضمي، كما أن الدواء غير مخصص لعلاج السكري من النوع الأول أو الحامض الكيتوني السكري أو الأطفال الذين يعانون من السكري. من جهة أخرى لا ينصح باستخدام الدواء إلى جانب أنواع الأنسولين طويلة المفعول. فيما يخص الحوامل والمرضعات فلا يجوز استخدام هذا الدواء لمعالجة السكري عند هذه الفئة من المرضى.
الآثار الجانبية ومحاذير الاستخدام
من الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التي تمت ملاحظتها من خلال الدراسات التي أجريت على المرضى هي الغثيان, والإسهال, القيء , وألام في البطن وفقد الشهية، وتعد هذه الأعراض مشابهة للآثار الجانبية التي تحدثها أدوية السكري الأخرى.
من جهة أخرى يوجد لائحة تحذيرية حول هذا الدواء، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات حدوث أورام سرطانية في الغدة الدرقية، ولكن من غير المعروف إن كان هذا الدواء يتسبب بحدوث أورام سرطانية في الغدة الدرقية لدى الإنسان، ولذلك لا يجوز استخدام الدواء من قبل الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مع سرطان الغدة الدرقية أو لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
كما يجدر بالذكر أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على استخدام الدواء على أن تقوم الشركة المنتجة له، وهي شركة (Eli Lilly)، بمتابعة فعالية الدواء وآثاره الجانبية وإجراء المزيد من الدراسات عليه وتقديم تقارير مستمر حول الدواء.
إعداد: ضحى عودة الله/ دكتور صيدلة
إشراف: د. زينب الصبح
حملة "دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"