top of page
 
السكري: عوامل الإصابة والتشخيص والعلاج

 

ما هو مرض السكري :

مرض السكري هو مجموعة من الاضطرابات الأيضية تؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى أن عمليات الأيض التي تحدث على الكربوهيدات والبروتينات والدهون تكون غير طبيعية. ينتج مرض السكري إما بسبب نقص في إفراز الإنسولين أو بسبب مقاومة الجسم للإنسولين على الرغم من وجوده. ويؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل العمى, وتلف الأعصاب, والتهابات بالأقدام قد تؤدي إلى بترها, وأمراض القلب وغيرها.

 

أنواع مرض السكري :

 ينقسم مرض السكري إلي ثلاثة أنواع رئيسية وهي:-

النوع الأول (السكري المعتمد على الأنسولين) وفيه يقوم جهاز المناعة لدى المريض بتحطيم خلايا بيتا البنكرياسية والمسئولة عن إفراز الأنسولين وبالتالي يتوقف البنكرياس تماماً عن إفراز الأنسولين مؤدياً إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم. تظهر أعراض الإصابة بهذا النوع من مرض السكري منذ بداية حدوثه, حيث غالباً ما يعاني المريض من شدة العطش وكثرة الأكل والتبول مع فقدان بالوزن ويصيب هذا النوع فقط 10% من مرضى السكري وتكثر الإصابة بهذا النوع من السكري بين الأطفال والمراهقين (أقل من عشرين سنة) ويعتمد في علاجه على ضرورة تزويد الجسم بالأنسولين بالإضافة إلى إتباع نظام حمية غذائية خاصة.

 

النوع الثاني (السكري غير المعتمد على الأنسولين) وفيه يكون الجسم قادر على إفراز هرمون الإنسولين إما بكميات قليلة غير كافية أو طبيعية غير فعالة نتيجة لمقاومة الجسم للإنسولين، وبالتالي يرتفع مستوى السكر بالدم. غالباً لا يعاني المصابون بهذا النوع من أعراض مرض السكري إلا بعد مدة طويلة، وبالعادة يتم اكتشاف الإصابة به بعد فترة متأخرة عن طرق الصدفة ولكن بعض المرضى قد يعانون من شدة العطش وكثرة التبول. أما نقصان الوزن فهو غير شائع لدى المرضى المصابين بهذا النوع بل على العكس معظم المصابين بهذا المرض يعانون من السمنة. ويصيب هذا النوع ٩٠٪ من مرضى السكري وعادةً ما يصيب كبار السن فوق الأربعين والمصابين بزيادة الوزن أو السمنة، ويعتمد علاجهم بشكل أساسي على إتباع نظام حمية غذائية مع تناول الأدوية التي تحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين، أو أدوية تقلل من مقاومة الجسم للأنسولين.

 

 النوع الثالث (سكري الحمل) يتعرض للإصابة بهذا النوع من السكري فقط 2,5% من النساء فقط في أثناء مرحلة الحمل, حيث يختفي بعد الولادة مباشرة ولكن تصبح المريضة أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

 

أربع طرق متبعة لتشخيص مرض السكري:

أولاً: قياس مستوى السكر بالدم بعد الامتناع عن الأكل أو الشرب لمدة لا تقل عن 8 ساعات، حيث يعتبر الشخص مصاب بالسكري إذا كان مستوى السكر ≥ 126 ملغم⁄ دسيلتر, ولكن يجب أن يتم إجراء الفحص مرتين على الأقل في زيارات مختلفة لتأكيد الإصابة بالمرض.

 

ثانياً: قياس مستوى السكر بالدم بعد ساعتين من تناول مقدار معين من السكر المذاب بالماء (ما يعادل 75 غرام من الجلوكوز)، ويعتبر الشخص مصاب بهذا المرض إذا كان مستوى السكر ≥ 200ملغم⁄ دسيلتر, وهنا أيضاً يجب أن يتم إجراء الفحص مرتين على الأقل في زيارات مختلفة لتأكيد الإصابة بالمرض.

 

ثالثاً: قياس قيمة السكري التراكمي(HBA1c) ، والذي يعطي فكرة عن معدل مستوى السكر بالدم خلال الثلاث شهور الماضية, ويعتبر الشخص مصاب بمرض السكري إذا كانت القيمة أكبر أو تساوي 6,5%, وقد تم اعتماد هذه الطريقة حديثاً في تشخيص مرض السكري حيث كانت تستخدم سابقاً في متابعة المرض فقط.

 

رابعاً: قياس مستوى السكر بالدم بأي وقت، وهنا يعتبر الشخص مصاب بالسكري إذا كان مستوى السكر أكبر أو يساوي 200 ملغم⁄ دسيلتر مع وجود أعراض لدى المريض (مثل العطش, أو كثرة التبول, أو نقصان بالوزن)، وهنا لا يشترط تكرار الفحص حيث أن وجود الأعراض لدى المريض يؤكد الإصابة بالمرض.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري :

 

هناك عوامل كثيرة متعددة قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السكري ونذكر منها:

1) الإصابة بحالة ما قبل السكري.

2) وجود أفراد من العائلة مصابين بمرض السكري.

3) وجود تاريخ سابق للإصابة بسكري الحمل.

4) زيادة الوزن أو السمنة.

5) ارتفاع ضغط الدم.

6) ارتفاع مستوى الدهون بالدم.   

7) أمراض القلب.

8) التدخين.

9) قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية.

 

وكما ذكرنا سابقاً يتم عادةً اكتشاف النوع الثاني من مرض السكري بعد فترة متأخرة من حدوثه بسبب عدم ظهور أعراض لمرض السكري عند المريض، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم خمسة وأربعون سنة أن يقوموا بإجراء فحص لمستوى السكر بالدم؛ وإعادة إجرائه كل ثلاث سنوات إذا كان مستوى السكر ضمن الحدود الطبيعية, بينما يجب على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع البدء بإجراء هذا الفحص منذ سن أبكر للمساعدة على تشخيص المرض منذ بداياته، والبدء بتقديم الرعاية اللازمة للمريض بوقت مبكر.

 

حالة "ما قبل السكري" :

بعض الأشخاص يكون مستوى السكر لديهم أكثر من الطبيعي، ولكن في نفس الوقت هذا الارتفاع لم يكن كافياً لتشخيصهم على أنهم يعانون من مرض السكري، لذلك يقال أنهم يعانون من " حالة ما قبل السكري ", مستوى السكر بالدم لدى الأشخاص الذين يعانون من حالة ما قبل السكري يختلف باختلاف الفحص الذي تم استخدامه لقياس مستوى السكر كالتالي:

1) إذا كان مستوى السكر بالدم يتراوح ما بين 100-125ملغم⁄ دسيلتر بعد الامتناع عن الأكل والشرب لمدة لا تقل عن 8 ساعات.

2) إذا كان مستوى السكر يتراوح ما بين 140-199ملغم⁄ دسيلتر بعد ساعتين من تناول كمية من السكر المذاب (ما يعادل 75غرام من الجلوكوز).

3) إذا كان مقدار السكري التراكمي(HBA1c)  ما بين 5,7-6,4%.

 

هؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري على الإطلاق، لذلك يجب أن يتبعوا نظام غذائي معين ويغيروا من نمط حياتهم (البدء بتقليل الوزن, ممارسة الرياضة,.. وغيرها)، كما يجب إجراء فحص سنوي لمستوى السكر بالدم لديهم وبالتالي متابعتهم بشكل مستمر.

 

 

إعداد: د. زينب يحيى الصبح/ دكتور صيدلة

بإشراف: د. ساير ابراهيم العزام

حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى


 

Please reload

bottom of page