top of page
 
التهاب الكبد الوبائي: الأنواع وطرق الإصابة والوقاية

 

 

يعد التهاب الكبد الوبائي أحد الانتانات الحادة التي قد تصيب الكبد، ويحصل هذا المرض نتيجة لإصابة خلايا الكبد بأحد أنواع الفيروسات التي تختلف فيما بينها بطريقة العدوى وشدة المرض الذي تحدثه وإمكانية حصول المضاعفات عند المصابين، وتستخدم الأحرف للتفريق بين أفراد هذه المجموعة من الفيروسات حيث يرمز لكل منها بأحد الأحرف ( أ، ب، جـ، د، هـ ) بناءً على خصائص الفيروس وطبيعة المرض الناتج عنه. ويعد التهاب الكبد الوبائي الناتج عن العدوى بالفيروس أ هو الأكثر انتشارا .

 

التهاب الكبد الوبائي من نوع  أ (A):

 

هو التهاب فيروسي حاد يتميز بطبيعته المحدودة والعابرة, وقد عرف سابقاً بالتهاب الكبد المعدي. يوصف هذا الفيروس بأنه أقل الأنواع ضرراً ولا تؤدي الإصابة به الى حصول مرض مزمن في الكبد كما هي الحال في التهاب الكبد الوبائي من نوع  ب أو جـ. من الممكن أن يحدث هذا المرض في أي مكان في العالم، اذ يتسبب بحدوث أعراض متفاوتة في الشدة، لكن الإصابة به ليست خطيرة ولا ينتج عنة إصابة مزمنة ولا يمثل تهديداً على حياة المريض.  

  

تنتقل عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ ) عن طريق الفم كنتيجة لتناول المريض لأغذية أو مياه ملوثة ببراز شخص مصاب بالمرض. كما يمكن أن تنتقل عن طريق الاتصال الفيزيائي مع الشخص المصاب بشرط عدم اتباع قواعد النظافة الشخصية من قبل الشخص المصاب أو المريض قبل وبعد الاتصال. و ترتبط الاصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ ) بانعدام الخدمات الصحية وتردي قواعد النظافة الشخصية.

 

تحدث عدوى التهاب الكبد الوبائي ( أ ) في حالات فردية متفرقة أوعلى شكل أوبئة تستشري على نطاق واسع، بشرط عدم مراعاة قواعد النظافة الشخصية المتمثلة بغسل اليدين بالماء و الصابون بشكل جيد بعد استخدام دورة المياه و يعتبر التهاب الكبد الوبائي من نوع ( أ ) من أمراض الطفولة.

 

الاعراض :

تبدأ الاعراض بالظهور بعد انتهاء فترة الحضانة التي قد  تمتد من أسبوعين إلى سبعة أسابيع وخلال هذه الفترة يكون الشخص حاملاً للفيروس ومصدر لنشره ولكنه لا يعاني من أي من مظاهر المرض الى أن تظهر عليه أعراض الإصابة والتي تتصف بضعف عام ووهن وأعراض تشبة الإصابة بالانفلونزا مثل ارتفاع درجة الحرارة، الغثيان و التقيء، وأحيانا فقدان للشهية. من الممكن أيضاً أن يترافق المرض مع  حدوث اسهال عند الاطفال، إمساك عند الكبار، وقد يميل لون الجلد وملتحمة العين الى الاصفرار، ويتحول لون البول الى الأصفر الغامق، ولون البراز الى اللون الفاتح. وفي بعض الحالات قد يشعر المريض بألم في الجانب الأيمن من البطن أسفل القفص الصدري.

 

تختفي هذة الأعراض نهائياً وتلقائياً خلال فترة تتراوح ما بين 4 -6 أسابيع حيث تعتمد شدة الاعراض على المرحلة العمرية للمصاب فتكون حدة الاعراض على الكبار والبالغين أشد منها في الأطفال المصابين بالعدوى دون سن السادسة من العمر، والذين لا تظهر عليهم بالعادة أعراض الإصابة بالمرض.

  

التشخيص :

يتم تشخيص الحالة سريرياً من خلال الأعراض وقد يلجأ الطبيب إلى التحاليل المخبرية لتأكيد التشخيص من خلال الكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد الوبائي أ في الدم.

 

العلاج :

لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد من النوع ( أ )، ولكن تتم معالجة الاعراض المرضية المصاحبة للإصابة بالفيروس كالغثيان والقيء والمغص، ويفضل ملازمة الفراش لمدة من 3 الى 6 أيام. كما ينصح بتعقيم جميع أدوات المريض والالتزام بقواعد النظافة الشخصية و بشكل خاص غسل اليدين بالماء والصابون جيداً بعد استخدام دورة المياه أو الاتصال الفيزيائي مع المصاب. يحصل الشفاء التام من المرض بعد شهر من بداية الأعراض المرضية وينصح المريض خلال هذة الفترة بتجنب الأطعمة الدهنية والكحول والإكثار من السوائل والنشويات . وتجدر الاشارة الى أن هذا النوع من الالتهاب لا يتحول ابداً الى الحالة المزمنة، ويشفى المريض منة تماماً وتلقائياً.

 

الوقاية :

يمكن تجنب الإصابة بالمرض عن طريق الالتزام بقواعد الصحة العامة وغسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد بعد استخدام دورة المياه. إضافة الى ذلك يعتبر مطعوم التهاب الكبد الوبائي ( أ ) هو الإجراء الأكثر فعالية للوقاية من العدوى، ويوصى به لجميع الاطفال ما بين 12-23 شهراً من العمر، والمسافرين خاصة الى الدول النامية التي تعاني من انتشار مرض الكبد الوبائي نوع ( أ )، وغيرهم من المعرضين للعدوى بالفيروس التهاب الكبد الوبائي.

 

 

التهاب الكبد الوبائي من نوع ب (B) :
 

ينتقل من خلال التعرّض للدم أو أيّ سائل من سوائل الجسم الملوّثة به، ويمكن أن ينتقل الفيروس من الأمهات اللائي يحملنه إلى أطفالهن الرضّع أثناء الولادة أو من أحد أفراد الأسرة إلى الرضيع في مرحلة الطفولة المبكّرة.  ويمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً من خلال عمليات نقل الدم الملوّث به ومنتجات الدم الملوّثة به، وعن طريق استعمال معدات الحقن الملوّثة به خلال الإجراءات الطبية، وتعاطي المخدرات حقناً.

لا تظهر على معظم الناس أية أعراض خلال مرحلة الإصابة بعدوى المرض الحادة بيد أن بعضهم يُصاب بحالة مرضية شديدة تدوم أعراضها لعدة أسابيع، وتشمل اصفرار لون البشرة والعينين والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيؤ وآلام في البطن، ويمكن أيضاً أن يتسبب فيروس التهاب الكبد ب، لدى البعض الآخر من الناس في الإصابة بمرض الكبد المزمن الذي يمكن أن يتطور لاحقا إلى تليّف الكبد.

 

التهاب الكبد الوبائي من نوع ج (C)
 

ينتقل، في معظم الحالات أيضاً، عن طريق التعرّض للدم الملوّث به وقد يحدث ذلك نتيجة عمليات نقل الدم الملوّث بالفيروس ومنتجات الدم الملوّثة به، وعن طريق استعمال معدات الحقن الملوّثة به خلال الإجراءات الطبية، وتعاطي المخدرات حقناً. ويمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً من خلال الاتصال الجنسي، ولكنّ ذلك الانتقال أقلّ شيوعاً. ولا يوجد أيّ لقاح للوقاية منه.

 

التهاب الكبد الوبائي من نوع  دلتا (D) :

 الإصابات بهذا الفيروس لا تحدث إلاّ بين المصابين بفيروس التهاب الكبد ب محدثاً عدوى إضافية للمريض و أعراض  مرضية مزمنه، وقد تظهر بعد سنوات من الإصابة.

 

التهاب الكبد الوبائي من نوع  هـ (E):

ينتقل هذا الفيروس، على غرار فيروس الالتهاب الكبدي أ، عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوّثة به.  وبات معروف بشكل متزايد في البلدان النامية. وقد تم استحداث لقاحات مأمونة وناجعة للوقاية من فيروس الالتهاب الكبدي هـ ، ولكنّها ليست متوافرة على نطاق واسع.

 

 

 

 

إعداد: ميس محمود رواشدة/ دكتور صيدلة

إشراف: د. أحمد يوسف الحسبان

حملة د.صيدلة نحو رعاية صيدلية مثلى
 

Please reload

bottom of page