top of page
 
الزنجبيل لعلاج الغثيان عند المرأة الحامل
 
 

يعد الزنجبيل (Zingiber Officinale) من الأعشاب الطبية ذات الأهمية الكبيرة لما يمتلكه من فوائد صحية جمة؛ حيث يحتوي الزنجبيل على معادن متعددة وفيتامينات مختلفة، مثل الكالسيوم والصوديوم، والحديد والمغنسيوم والفسفور وفيتاميني (ج) و(ب) وغيرها، بالإضافة إلى العديد من المواد النشوية والبروتينية التي بمقدورها أن تمد الجسم بالطاقة، كما يحتوي الزنجبيل على العديد من الزيوت الطيارة التي تعطيه خصائصه المميزة وطعمه اللاذع.
 

فوائد الزنجبيل واستخداماته
تعد جذور الزنجبيل، وعلى مر الزمان، من التوابل والبهارات الأكثر شيوعاً وله استخدامات واسعة في إعداد الأطعمة المختلفة. كما استخدمت جذوره على نطاق واسع كعلاج للعديد من الحالات المرضية. يمتلك الزنجبيل العديد من الفوائد للجسم، فبالإضافة إلى اعتباره مضاد أكسدة فعالا، فهو يلعب أيضاً دوراً مهماً في الوقاية من الالتهابات المعوية وله فعالية كبيرة في علاج مختلف الأمراض المعوية مثل الإمساك وعسر الهضم والانتفاخ والتهاب المعدة. ويعمل الزنجبيل كمسكن للصداع وآلام نزلات البرد، ومضاد فعال للقيء أيضاً. كما يساعد الزنجبيل في التخفيف من التهابات المفاصل والروماتيزم وآلام العضلات، وعلاج التهابات الحلق والقناة التنفسية.
يمكن تحضير شراب الزنجبيل منزلياً؛ حيث يشربه الكثير من الأشخاص بارداً أو ساخناً، وذلك بوضع ملعقة كبيرة من برش الزنجبيل في لتر من الماء البارد ونقعه لمدة 12 ساعة، كما يمكن وضع ملعقة كبيرة من برش الزنجبيل على لتر من الماء الساخن غير المغلي ونقعه من ثلث إلى نصف ساعة، ومن الممكن إضافة العسل والليمون للشراب أو شربه مع الحليب أو الشاي الساخن بدلاً من الماء.

 

دور الزنجبيل في منع الغثيان عند الحامل
توجه تركيز الباحثون في السنوات الأخيرة على دراسة دور الزنجبيل في التخلص من الغثيان والقيء عند المرأة الحامل؛ حيث نجد أن أكثر من نصف النساء الحوامل يعانين من الغثيان وخاصة خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحمل، والغثيان يعد من أكثر الأعراض غير المستحبة خلال هذه الفترة. في الواقع لا يوجد سبب معروف للغثيان عند الحامل، غير أن التغيرات الهرمونية وغيرها من العوامل النفسية المختلفة لها دور في حدوث مثل هذه الأعراض. عادةً ينصح الأطباء بإعطاء الحامل علاجا فعالا وآمنا للغثيان والقيء، لأنه قد يؤدي إلى خلل في أنظمة الجسم وأجهزته المختلفة، بما في ذلك الكليتان وبالتالي اختلال توازن الماء والأملاح.
إحدى أهم الفوائد التي ظهرت للزنجبيل هي التخفيف من الغثيان والقيء المرتبط بالحمل، ففي مراجعة لسبع دراسات قامت بتقييم فعالية الزنجبيل في التخفيف من الغثيان والقيء لدى الحامل؛ حيث ضمت هذه الدراسات 578 سيدة حاملا، أظهرت 6 دراسات منها فعالية واضحة للزنجبيل في التخفيف من أعراض الغثيان والقيء أثناء الحمل مقارنة بالعلاج غير الدوائي (Placebo)، وقد ظهر هذا المفعول بعد إعطاء الزنجبيل لمدة تتراوح بين 3 و10 أيام في مختلف الدراسات. وفي دراسة حديثة أجريت العام 2014 ونشرت في مجلة (Nursing and Midwifery Studies)، وقد ضمت 120 سيدة حاملا، أظهر الزنجبيل فعاليته في التخفيف من غثيان الحمل مقارنة بالنساء اللواتي لم يتلقين أي علاج أو مقارنة بالكبسولات غير الدوائية وذلك بعد إعطائه لمدة أسبوع على شكل كبسولات تحتوي 250 ملغم من مسحوق الزنجبيل ثلاث مرات يومياً؛ حيث انخفضت نسبة حدوث الغثيان والقيء بنسبتي 51 % و49 % على التوالي.

 

ومن ناحية أخرى، قامت دراسات متعددة بمقارنة فعالية الزنجبيل بغيره من العلاجات المستخدمة في التخفيف من أعراض الغثيان عند الحامل ومن أبرزها فيتامين (ب6)، والمتوافر بالصيدليات تحت المسمى التجاري "نفدكسين" أو "فومنور". وفي مراجعة للدراسات التي قارنت بين الزنجبيل وفيتامين (ب6) وعددها أربع دراسات، فقد أظهرت جميعها أن لمسحوق جذر الزنجبيل فعالية مماثلة لفعالية فيتامين (ب6) في التخفيف من أعراض الغثيان والقيء المصاحب للحمل. وبهذا يظهر لنا أن فوائد الزنجبيل المتعددة يضاف لها فائدة إضافية ألا وهي التخفيف من معاناة الحامل من أعراض الغثيان والقيء.
 

جرعة الزنجبيل المناسبة للحامل
جرعة الزنجبيل الآمنة في حالة الغثيان عند الحامل هي 250ملغم من مسحوق الزنجبيل على شكل بودرة تؤخذ عن طريق الفم لغاية 4 مرات يومياً أو 200 ملغم مرتين يومياً، والحد الأقصى هو 6 غرامات يومياً. وتتوافر منتجات الزنجبيل في الصيدليات بأشكال مختلفة، فمنها ما يأتي على شكل أقراص كمكمل غذائي وكل قرص يحتوي على 400 ملغم، ومنها ما يأتي على شكل كبسولات Ginger Root تحتوي كل منها على 550 ملغم وتؤخذ كبسولة واحدة مرتين يومياً مع الوجبات.

 

الأعراض الجانبية للزنجبيل
بعد الحديث عن الزنجبيل وفوائده للحامل، يخطر في البال سؤال حول مدى تأثير الزنجبيل على الجنين أو الأم؟! حيث إن أحد المفاهيم الشائعة بين العامة أن الحامل لا يجوز لها تناول الزنجبيل لأنه قد يؤثر سلباً على الجنين، وذلك غير صحيح طبعا!، فحسب نتائج الدراسات المختلفة التي أجريت على استخدام الزنجبيل من قبل الحوامل، لم يكن هناك اختلاف في نسب حدوث الإجهاض أو اللجوء للولادة القيصرية بين السيدات اللواتي تناولن الزنجبيل وغيرهن ممن لم يتناولنه، وفي الوقت ذاته لم تحدث أي تشوهات للجنين نتيجة لتناول الزنجبيل من قبل الأم الحامل.
ولكن يجب أن لا يغيب عن الأذهان أن الفعالية المطلوبة مرتبطة بالجرعة الصحيحة، فالزنجبيل كغيره من الأدوية والمنتجات العشبية ينبغي أن يستخدم بالطريقة والكمية الصحيحة. ومن جهة أخرى، من الممكن أن يسبب الزنجبيل بعض الأعراض الجانبية الخفيفة؛ كالإسهال أو المغص أو حرقة المعدة أو تهيج الفم والحلق. كما أن الإفراط في تناول جرعات عالية قد يزيد من درجة التميع واحتمالية حدوث نزيف، لذلك ينبغي أن يستخدم بحذر وبعد استشارة الطبيب من قبل المرضى المصابين بأمراض القلب أو من يتناولوا أدوية مميعة للدم.


 

إعداد الصيدلانية: نور مرزوق الطبيشات
إشراف: أ.د. فراس قاسم علعالي
حملة "دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"

Please reload

bottom of page