top of page
مرض الجرب لا علاقة له بالنظافة الشخصية

 

 في الآونة الأخيرة، ازدادت في بعض محافظات المملكة، وخصوصاً في مدارسنا الأردنية، حالات الإصابة بمرض الجرب (scabies disease)، لذا سنتعرف أكثر على هذا المرض الجلدي المعدي.


تعريف مرض الجرب
هو مرض جلدي معدٍ تسببه طفيليات عثية تسمى بالقارمة الجربية، وهي كائنات صغيرة لا ترى بالعين المجردة تعيش وتتغذى على الطبقة العليا لجلد الإنسان ويتفاعل الجسم مع هذه الطفيليات بحكة شديدة. والجدير بالذكر، أن مرض الجرب ليس له أي علاقة بمدى المحافظة على النظافة الشخصية؛ إذ إن جميع فئات وطبقات المجتمع معرضون للإصابة به.


الفترة التي تظهر خلالها الأعراض
تحتاج أعراض وعلامات الإصابة بهذا المرض لفترة زمنية تختلف باختلاف الحالة المرضية للشخص المُصاب؛ فالشخص الذي لم يصب به سابقاً يحتاج إلى فترة طويلة لظهور الأعراض والعلامات بعد التعرض للطفيليات، تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع، في حين تظهر الأعراض والعلامات خلال أربعة أيام فقط من التعرض للطفيليات إذا كان للشخص تاريخ سابق للإصابة بالمرض.


أعراض وعلامات الإصابة بالمرض:
- الحكة: وهي أكثر الأعراض شيوعا، وأشد ما تكون في ساعات الليل، فتجعل المصاب مستيقظا غير قادر على النوم.
- طفح جلدي: تظهر كَعُقَد صغيرة تحت الجلد أو بُثور، وتتطور عادة إلى بُقَع مُقَشرة كالأكزيما.
- القروح: وهي نتيجة الحكة الشديدة للجلد، مما يتسبب بخُدوش للطفح الجلدي، وهذا هو ما يسمى بالقروح، وعادة ما تتطور العدوى في هذه المرحلة.
- القشور السميكة على الجلد: تتشكل عندما يتطور المرض إلى ما يسمى بالجرب المُقشر (الجرب النرويجي)، بحيث يتميز باحتوائه على 100-1000 منزل من العث وبيض العث، وهذا الازدياد بالطفيليات العثية تعمل على اختراق الجلد بصورة أكبر مما يؤدي إلى ازدياد شدة الحكة، وبالتالي ازدياد الطفح الجلدي، وعادة يكون ظهوره للأشخاص ضعيفي المناعة وكِبار السن ومن يقنطون في المؤسسات الاجتماعية كدور رعاية المسنين، بحيث يظهر على واحدة أو عدد قليل من مناطق الجسم مثل فروة الرأس أو الظهر أو القدمين.


الأماكن الأكثر عرضة للحكة والقروح:
- اليدان، خصوصاً بين الأصابع وحول الأظافر.
- الذراعان، على المرفقين والمعصمين.
- الأماكن المُغطاة بالمجوهرات والملابس، كمنطقة الحزام، الجلد المغطى بسوار أو خاتم.


طرق العدوى والإصابة
تحدث الإصابة عند انتقال الطفيليات العثية إلى شخص سليم من خلال:
- الاتصال المباشر لجلد المُصاب مع جلد الشخص السليم.
- استعمال ممتلكات الشخص المُصاب مثل المنشفة، الفراش، الأثاث المُنجد.


التشخيص والعلاج
يقوم الطبيب عادة بتشخيص المرض عن طريق الفحص البصري لبشرة المريض من الرأس إلى أخمص القدمين، وللتأكد يقوم الطبيب بأخذ عينة من الجلد ليضعها على شريحة زجاجية تحت المجهر ليرى بوضوح أكبر، وذلك لصغر حجم الطفيليات العثية.
تعد فترة العلاج ضرورية للتخلص من المرض ولا يصرف العلاج إلا بوصفة طبية من طبيب الجلدية، وفي حال تأكيد تشخيص الإصابة بالجرب، يجب فحص الأشخاص الذين يعيشون مع المصاب، أو من هم على اتصال وثيق به لمنع تفشي المرض بينهم بعد أسابيع. يُصرف العلاج عادةً بناء على جنس المريض وعمره، ومدى انتشار الطفيليات على الجلد، وشدة الأعراض الناتجة عن المرض. ومعظم الأدوية المستخدمة توضع ليلا على كامل جسد المريض ابتداء من فروة الرأس وانتهاءً بالقدمين، وعند الاستيقاظ يُغسل الجسم من الدواء مع الأخذ بعين الاعتبار تعليمات وإرشادات الطبيب المُشرف على المريض. تستمر فترة العلاج مدة أربعة أسابيع للشفاء التام، خلال هذه الفترة وفي الأيام الأولى من الأسبوع الأول تزداد الحكة والقروح، وعادة ما يحتاج الشخص المُصاب لإعادة العلاج مرتين أو ثلاث وهذا يعتمد على مدى انتشار الطفيليات العثية على الجلد.


الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الجرب:
- 5 %‏ بيرميثرين كريم (5% permethrin cream®): وهو العلاج الأكثر شيوعاً لمرض الجرب، وهو آمن للأطفال والنساء الحوامل.
- 25 %‏ محلول بِنزيل بنزوات (25%benzyl benzoate lotion®).
- 10 %‏ مرهم الكبريت (10%sulfur ointment®).
- 1 %‏ محلول ليندين (1%lindane lotion®).
- 10 % ‏كريم كروتاميتون (10% crotamiton cream®)
- ايفرمكتين (Ivermectin®)، ويصرف للأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية، أو للأشخاص الذين لديهم جرب مُقشر، أو للأشخاص الذين لا يستجيبون للمستحضرات والكريمات التي تم ذكرها سابقا، ولا يُنصح باستخدام هذا الدواء للنساء الحوامل أو المُرضِعات أو للأطفال الذين يزنون أقل من 15 كغم.
لا يتوقف التخلص من المرض على العلاج فقط بل يحتاج المُصاب إلى غسل ملابسه ومناشفه لأنه من الممكن للطفيليات الجلدية أن تكون انتقلت لها، وأحيانا قد يستوجب الأمر إفراغ المنزل كاملا.


نصائح للوقاية من مرض الجرب:
- لا تتردد بزيارة الطبيب إذا اعتقدت أنك قد تكون مصابا بالجرب، لأن جميع الأشخاص باختلاف ثقافاتهم وأجناسهم وأعمارهم وطبقاتهم معرضون للإصابة.
- تأكد من أخذ حمام قبل وضع الدواء على بشرتك، لكن راعِ أن يتم وضع الدواء بعد تجفيف البشرة جيداً، وإذا كنت ممن يغسلون أيديهم بعد الانتهاء من وضع الدواء لا تنس أن تضعه مرة أخرى على يديك وبين أصابعك.
- عند غسل ملابسك وفراشك، تذكر أن استخدام الماء الساخن أفضل للغسيل، وجفف ملابسك جيداً بعد الانتهاء من الغسيل.
- إذا كنت من مربي الحيوانات الأليفة لا تخف لأن هذه الطفيليات لا تبقى على قيد الحياة على جلد الحيوانات.

 


إعداد: غالية سامي عثمان/ دكتور صيدلة
إشراف: د.مها الكيلاني
حملة "دكتور صيدلية نحو رعاية صيدلانية مثلى"
كلية الصيدلة-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

 

Please reload

bottom of page