top of page
                       
حب الشباب: الأسباب وطرق العلاج 

 

    

يعد حب الشباب من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً بين فئة الشباب من كلا الجنسين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يصيب حب الشباب ما يقارب 80% من الأمريكيون في إحدى فترات حياتهم. من جهة أخرى فإن انتشار المرض يختلف من عرق إلى آخر، فبعض الشعوب يعانون من ظهور حب الشباب أكثر من غيرهم.  في هذا المقال سوف نناقش هذه المشكلة الشائعة من حيث الأسباب وعوامل الإصابة وطرق العلاج المتاحة.

 

حب الشباب
يعرف حب الشباب على أنه مرض جلدي التهابي ناتج عن تغيرات في المسامات الجلدية والغدد الدهنية المصاحبة لها، وينتشر بكثرة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14-26 سنة، لكن من الممكن أن يصيب فئات عمريه أكبر سناً. لا يعتبر حب الشباب مرضاً خطيراً، ولكن ظهور هذه الحبوب على البشرة يشكل مصدر قلق وإزعاج للمريض وقد يولد لديه شعور بعدم الثقة بالنفس والخوف أو الخجل من التعامل مع الناس.


يظهر حب الشباب على شكل بثور في منطقة الوجه وأحياناً تصيب منطقة الرقبة وأعلى الصدر والظهر والأكتاف، حيث تتواجد الغدد الدهنية بكثرة في هذه المناطق. تتكون البثور نتيجة تغيرات بالمسامات الجلدية والغدد الدهنية، حيث تزداد كمية الزيوت التي تفرزها الغدد ومع وجود طبقة من خلايا الجلد الميتة تنغلق المسامات الجلدية وتنتفخ تحت الجلد بسبب تراكم الزيوت بداخلها وعدم قدرته على الخروج، وبذلك يصبح المسام المنتفخ بيئة لنمو البكتيريا فتزداد المشكلة سوءً.

أشكال حب الشباب


أولاً: البثور غير الالتهابية، وهي من أبسط الأنواع وتتمثل بظهور الرؤوس السوداء (الزيوان) أو الرؤوس البيضاء على البشرة ولا يصاحبها احمرار بالجلد أو ألم في المنطقة، وتتكون نتيجة انسداد مسامات الجلد بالزيوت والخلايا الميتة، والتي من الممكن أن تفتح على سطح الجلد لتتأكسد مكونة الرؤوس السوداء، وإما أن تبقى مغلقة لتتشكل الرؤوس البيضاء.

 

ثانياً: البثور الالتهابية، وهي أشد من النوع السابق وتنقسم أيضاً إلى أربعة أشكال :

1- حب الشباب الحطاطي: وهي بثور حمراء صغيرة ترتفع قليلاً عن سطح الجلد.
2- حب الشباب البثري: وهي حبوب حمراء هشه تظهر على البشرة ويعلو سطحها صديد أبيض.
3- حب الشباب العقدي : وهي كتلة صلبة ومؤلمه تظهر تحت الجلد بسبب تراكم الزيوت الدهنية وخلايا الجلد الميتة عميقاً داخل بصيلات الشعر.
4- حب الشباب الكيسي : وهي كتل مؤلمه مليئة بالصديد تظهر تحت الجلد وهي أكثر الأنواع التهاباً.

 

الأسباب وعوامل الإصابة

أسباب عديدة قد تؤدي إلى ظهور حب الشباب، من أبرزها التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة البلوغ أو الحمل أو المدة التي تسبق الدورة الشهرية عند النساء. الغذاء له دوره أيضاً حيث وجد أن منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الشبس والخبز والكعك وغيرها تزيد من حدة المرض، وأحياناً تكون الأدوية هي السبب في ظهور حب الشباب مثل حبوب منع الحمل والمنشطات البانية للعضلات والكورتيزون وغيرها. ومن أبزر الأسباب أيضاً الإصابة بالبكتيريا البروبيونيه اللاهوائيه ((Propionibacterium acnes.

هناك عوامل أخرى تؤثر سلباً على المرض مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، أو وضع مواد زيتية كالمستحضرات التجميلية على البشرة، أو الضغط عليها عن طريق الهاتف أو حقيبة الظهر أو الملابس الضيقة، بالإضافة إلى حالة القلق والتوتر فإنها تزيد من حدة  المرض ولكنها لا تسبب تكون حب الشباب إذا لم يكون موجودا مسبقاً.

 

التعامل مع حب الشباب:

1) غسل المنطقة المصابة باستخدام ماء وصابون لطيف على البشرة مرتين يومياً، ولا داعي لأكثر من ذلك لتجنب تهيج البشرة.

2) تجنب استخدام زيوت أو المستحضرات التجميلية فوق الحبوب فهي تعمل على سد المسام وزيادة الالتهاب، وإذا استلزم الأمر استخدم مستحضرات ذات طبيعة مائية.

3) تجنب تناول المنشطات البانية للعضلات.

4) تجنب لمس الحبوب أو خدشها بالأظافر لأن ذلك يؤدي إلى ظهور ندبات قد تبقى دائمة.

5) تجنب المكوث الطويل تحت أشعه الشمس.

6) تجنب الملابس الضيقة وراعي عدم وجود أي أدوات ضاغطة على الجلد مثل الهاتف أو وضع اليد على الخد عند النوم وغيرها.

7) تناول الوجبات الصحية الغنية بالخضار والفواكه وراعي التقليل من الشوكولاته والمكسرات والأطعمة الدهنية قدر الإمكان.
8) تنظيف الجسم بعد القيام بعمل مجهد أو التعرق الشديد.

 

العلاج الدوائي لحب الشباب:

يتوافر في الصيدليات العديد من الأدوية لعلاج حب الشباب، بعضها أدوية متاحة بدون وصفه طبية وأخرى لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفه طبيب. تختلف هذه الأدوية في أشكالها فبعضها أدوية موضعية وتستخدم في الحالات الخفيفة والمتوسطة وبعضها أدوية فموية يتم اللجوء إليها في الحالات المتوسطة والشديدة.

يعتمد اختيار الدواء المناسب لعلاج حب الشباب على نوع البثور والمكان المصاب وشدة الحالة، ويجب على المريض أن يتحلي بالصبر ويتعامل مع المشكلة بهدوء خلال مدة العلاج والتي ستتراوح ما بين  3-6 أشهر، كما يجب تنبيه المريض إلى أن الحالة قد تزداد سوءً خلال الأسابيع الأولى من العلاج (4-8 أسابيع) وبعد ذلك سيبدأ التحسن ويظهر تأثير العلاج بشكل واضح. من ناحية أخرى فإن معظم الأدوية المستخدمة تزيد من تحسس البشرة للضوء ويجب على المريض استخدام واقي للشمس طول فترة العلاج.

 

أنواع الأدوية المتاحة لعلاج حب الشباب:

 

أولاً: أدوية موضعيه متاحة بدون وصفه طبيه، وتكون على شكل كريم أو جل أو صابون أو لوشن ويحتوي المنتج على مادة فعالة أو أكثر من البنزويل بيروكسيد (Benzoyl Peroxide) أو حمض الساليساليك، أو الكبريت، وهي مواد فعالة في تجفيف البشرة وتقليل الإفرازات الدهنية وتقشير الخلايا الجلدية الميتة. تستخدم هذه المستحضرات الدوائية في الحالات الطفيفة من حب الشباب وقد تسبب تهيج واحمرار البشرة وهذه الأعراض تتحسن بعد أول شهر من العلاج.

 

ثانياً: أدوية موضعيه متاحة بوصفه طبية، ويتم اللجوء إلها عند فشل الأدوية المتاحة بدون وصفه طبية. تأتي هذه الأدوية على شكل لوشن أو كريمات وتوضع مرة يومياً على بشرة جافه ونظيفه، وتحتوي في الغالب على مواد مشتقه من فيتامين (A) مثل: Tretinoin, Adapalene, Tazarotene وهي مواد تعمل على تنظيم (تقرن) الجلد، والتقليل من طبقة الجلد السطحية والإفرازات الدهنية. هناك أدوية موضعيه أخرى تحوي على مضادات حيوية مثل (Clindamycin, Erythromycin) وتعمل على قتل البكتيريا الجلدية. في معظم الأحيان نحتاج لاستخدام هذه الأدوية مع مادة البنزويل بيروكسيد للحصول على فعالية أفضل في العلاج.

تسبب هذه الأدوية احمرار وتهيج بالبشرة وتقشر فيها بشكل يشبه الحروق، ومن الممكن التقليل منها من خلال زيادة الجرعة تدريجياً، أو غسل الدواء عن البشرة بعد وضعه بمدة قصيرة أواستخدامها يوم بعد يوم، أو تغيير المنتج الدوائي إلى آخر.

 

ثالثاً: المضادات الحيوية الفموية، وتستخدم في الحالات المتوسطة إلى شديدة وبعد استشارة الطبيب ويفضل استخدامها إلى جانب الأدوية الموضعية من مشتقات فيتامين (A) والتي تم ذكرها سابقاً، وذلك للحصول على نتائج علاجية أفضل وللتقليل من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ومن الأمثلة عليها: Tetracycline, Doxycycline، وقد تسبب هذه الأدوية اضطراب بالمعدة، دوخه، وزيادة تحسس الجلد لأشعه الشمس.

 

رابعاً: دواء الأيزوتريتينون (Isotretinoin)، وهو أحد مشتقات فيتامين (A) ويتوافر على شكل كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، ويعد دواء ذو فعالية عاليه ولا يجوز تناوله دون استشاره ومتابعة طبيب مختص، ويفضل استخدامه في حالات معينه فقط كعلاج الحالات الشديدة والمستعصية من حب الشباب الكيسي والعقدي، والحالات المتوسطة التي فشل علاجها بالأدوية الموضعية والمضادات الحيوية، كما يمكن اللجوء إليه إذا عاني المريض من مشكلة نفسيه كالاكتئاب الشديد بسبب حب الشباب، وذلك لما يسببه الدواء من أعراض جانبية شديدة، منها جفاف في العيون والشفاه والجلد وأغشية الجسم المخاطية، بالإضافة إلى صعوبة الرؤية في الليل وتحسس البشرة لأشعة الشمس والشعور بالاكتئاب وتثبيط جهاز المناعة بالجسم، كما قد يسبب ارتفاع في أنزيمات الكبد ومستوى الكولسترول والدهنيات الثلاثية وبالتالي يجب فحصها قبل البدء بالعلاج ومراقبتها بشكل دوري بعد ذلك.

من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتقليل من أعراضه الجانبية، استخدام قطره عينيه مرطبه، استخدام مرطب للشفاه، شرب كميات وافره من المياه يومياً، وضع واقي شمس على البشرة وتجديده كل 4-6 ساعات حتى أثناء التواجد في المنزل، التقليل من الأطعمة المحتوية على فيتامين (A).

من ناحية أخرى يؤثر هذا الدواء على المرأة الحامل ويسبب حدوث تشوهات خلقية في الجنين، لذلك يمنع استخدامه إذا كانت المريضة حامل أو تفكر بالحمل، ويجب الحصول على نتيجتين سلبيتين لفحص الحمل قبل بدء العلاج وإجراء الفحص شهرياً والبدء باستخدام وسيلتين لمنع الحمل قبل شهر من تناول الدواء وأثناء فترة العلاج ولمدة شهر بعد ذلك، ومراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث الحمل أثناء العلاج.

 

خامساً: حبوب منع الحمل، في بعض الحالات تستخدم حبوب منع الحمل التي تحتوي مادتي ذات الخصائص مضادة للأندروجين في علاج حب الشبابِ، ولكنها قد تسبب الصداع أو غثيان أو ألم في الثدي كما تزيد احتماله الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتجلطات الدموية.

 

 

إعداد: رواء المومني/ دكتور صيدلة
إشراف: د. زينب يحيى الصبح
حملة " دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"


 

Please reload

bottom of page