دكتور صيدلة

كورونا فيروس: أسباب الإصابة وطرق الوقاية والعلاج

إنتشرت في الأونة الأخيرة العديد من الأمراض المُعدية التي تسببها كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات، والتي من الممكن إنتقالها من شخص لأخر من خلال طرق مختلفة، فمن الضروري السيطرة عليها لنحافظ على حياة الإنسان، فهي تشكل خطرعلى حياته، ومن أبرز هذه الأمراض هي أمراض الجهاز التنفسي الذي يسببها فيروس الكورونا، والذي لم يُعرف مصدره إلى الآن.

ما هو فيروس الكورونا؟

كورونا فيروس coronavirus)) هو نوع من أنواع الفيروسات المشهورة التي تصيب الجهاز التنفسي، فهو يشكل نسبة 5-10% من إلتهابات الجهاز التنفسي العلوي المكتسبة، وسميَّ بهذا الإسم نسبة إلى شكله الظاهر تحت المجهر الإلكتروني وهو التاج (crown shape).

ظهر هذا الفيروس لأول مرة في عام 2012م في المملكة العربية السعودية ومن ثم إنتشر في بلدان أخرى. وحسب احصائيات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (Centers for Disease Control and Prevention- CDC) فقد وصل عدد الحالات المصابة بفيروس الكورونا إلى 956 حالة حتى تاريخ 23/1/2015م، منهم 351 حالة توفوا بسبب الإصابة بالمرض، أي ما نسبته 30% من الحالات. ومن الجدير بالذكر أن جميع الحالات التي تم توثيقها ارتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر في السفر أو الإقامة في تسعة دول وهي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والأردن، والكويت، واليمن، وعمان، ولبنان، وايران.

أنواع فيروس الكورونا

يقسم هذا الفيروس الى أربع أنواع، وهي: الفا (alpha)، وبيتا (beta)، وجاما (gamma)، ودلتا (delta). ومن الأنواع التي تصيب الإنسان هي الفا (HCoV-229E & HCoV-NL63) وبيتا (HCoV-HKU1,HCoV-OC43)، أما نوع جاما فهو يصيب الدجاج، ونوع دلتا يصيب أنواع مختلفة من الطيور المغردة.

أعراض الإصابة بفيروس كورونا

معظم أعراض الإصابة بهذا الفيروس في البداية كأعراض الانفلونزا العادية ولكنها أكثر حدة مثل:

1- إحتقان الأنف.

2- سيلان الأنف.

3-سعال.

4- الحمى وارتفاع درجة الحرارة.

5-صعوبة في التنفس.

وعند بعض الأشخاص يتبع أعراض الجهاز التنفسي أعراض أخرى كالإسهال والتقيؤ والشعور بالغثيان.

مضاعفات الفيروس
من الممكن إنتشار هذا الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي (القصبة الهوائية والرئتين) والذي قد يؤدي إلى إلتهاب حاد في الرئة وإلى فشل كلوي.

طرق العدوى بفيروس الكورونا
1- ينتقل عدوى الفيروس عن طريق الرذاذ المنبعث من المصاب بها عن طريق العطاس أو السعال.

2- الإتصال المباشر بالمصاب عن طريق اللمس.

3-الإتصال غير المباشر مثل لمس أدوات المريض ثم لمس العين أو الأنف أو الفم.

تزداد الإصابة بالعدوى في فصلي الشتاء والخريف.

تشخيص الإصابة بفيروس كورونا
يتم الكشف عن هذا الفيروس عن طريق إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من وجوده، مثل: عزل الفيروس بالزراعة المخبرية، وفحص للكشف عن الحمض النووي (DNA) للفيروس، وفحوصات للكشف عن الجسم المضاد للفيروس. فإذا تم التأكد من وجود الفيروس يجب مراعاة الأمور التالية:
1- البقاء في المنزل لمنع إنتشار الفيروس إلى الآخرين.

2- تجنب الإتصال الوثيق مع الآخرين.

3- تغطية الفم والأنف عندالسعال أو العطس.

4- حفظ الأجسام والسطوح نظيفة ومطهرة.

علاج الإصابة بفيروس الكورونا

لا يوجد علاج محدد لهذا الفيروس، ويكمن علاجه بإتباع بعض الإجراءات للتخفيف من أعراضه فقط، مثل:

1- الراحة التامة.

2- الإكثار من شرب السوائل.

3- علاج الأعراض كإلتهاب الحلق والحرارة بالأدوية الخاصة بها.

4- فعالية دمج انترفيرون الفا (interferon alfa 2b) مع ريبافيرين (ribavirin) في محاربة هذا الفيروس.

5- ومن الضروري معرفة أنّ المطهرات  المستخدمة في المستشفيات والبيوت مثل كلورهيكسيدين (chlorhexidine) وبينزال كونيوم كلورايد (benzalkonium chloride)  لم تثبت أي فعالية لهم ضد هذا الفيروس.

الوقاية من فيروس الكورونا

لا يوجد لقاح خاص للوقاية من الفيروس، والإستراتيجيات المتبعة للوقاية من الكورونا هي مماثلة لطرق الوقاية من الإنفلونزا العادية، ومنها:

1- غسل اليدين جيداً بالصابون والماء الدافئ لمدة 20 ثانية على الأقل.

2- تجنب ملامسة العينين والأنف باليدين.

3- عدم ملامسة الأشخاص المصابين.

4- لبس الكمامات في أماكن الإزدحام.

5- تغطية الأنف والفم بمنديل عند السعال أو العطس ورمي المنديل المستخدم في سلة المهملات فوراً، ثم غسل اليدين بعناية.

نصائح هامة

- ننصح المسافرون الذين قاموا بزيارة أي من الدول وظهرت عليهم أي من أعراض الإنفلونزا في غضون 14 يوم من السفر التوجة إلى أي مركز رعاية صحية.

- توفير بيئة صحية بما في ذلك المزيد من الحرص على النظافة الشخصية والنظافة العامة.

- أهمية إجراء فحوصات للفيروس لأي حالة التهاب رئوي حاد، وإبلاغ منظمة الصحة العالمية (في مصر والولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال ) بالنتائج مع وصف للحالة، والتبليغ عن الأشخاص المصابين وممن يختلطون معهم، وذلك للوقاية من إنتشار العدوى.

إعداد : دعاء حسني عثامنة/ دكتور صيدلة
إشراف : د. ميرا عبابنة

حملة " دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"