top of page
 
كيف تجعل زيارتك للطبيب ناجحة؟!

 

 

تعرف زيارة الطبيب على أنها لقاء يجري بين المريض والطبيب للحصول على نصيحة طبية أو علاج لمرض يعاني منه المريض. في الواقع تكثر الأسباب التي تستدعي المريض لزيارة الطبيب، فمنها زيارات لمتابعة حالة مرضية مزمنة، أو لإجراء فحوصات روتينية، أو زيارة للمرة الأولى بسبب مشكلة صحية طارئة، وغيرها من الأسباب.

 

التزايد المستمر في عدد المرضى نسبةً إلى عدد الأطباء يحتم على الأطباء تقليل مدة الزيارة المتاحة لكل مريض. طبقاً لدراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن الطبيب الواحد يقابل ما بين 50-100 مريض في الأسبوع الواحد وقد يختلف الأمر من أخصائي إلى آخر. وأظهر استطلاع أجرى في الولايات المتحدة أن الطبيب يرى المريض لمدة 13- 16 دقيقة بالمعدل العام، وكان أطباء التخدير والعصبية والأشعة يقضون وقتاً أكثر مع المريض بمعدل 25 دقيقة أو أكثر. في المقابل يقضي الطبيب العام 15 دقيقة مع كل مريض، بينما أطباء الجلدية والعيون كان لهم النصيب الأقل، حيث يقضي المريض بمتوسط 9- 12 دقيقة فقط. كما أوضحت الدراسة أن الطبيبات الإناث يطيلون الزيارات مع المرضى أكثر من الأطباء الذكور.

 

هذا الوقت المحدود المتاح للمريض ليقضيه مع طبيبه، يجب أن يتم استثماره بأفضل طريقة ممكنه للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، لذلك يتوجب على المريض أن يستعد لهذه الزيارة ليحصل على الفائدة المرجوة منها دون إضاعة الوقت. على الرغم أن المريض لن يكون في أفضل حالاته داخل عيادة الطبيب، إلا أننا سنعرض هنا كيف تنجح في زيارتك للطبيب وتستعد لها دون أن تضطر للعودة مرات أخرى.

 

أولاً: كيف تستعد لزيارة الطبيب؟

بدايةً إذا كنت تعاني من حالة مرضية معيّنة للمرة الأولى، لا تفترض اختصاصاً طبياً معيناً وتتجه إليه، كأخصائي العظام أو أخصائي الكلى، إنما عليك بالتوجه إلى طبيب عام أو طبيب الأسرة وهو سيقوم بمعاينة الحالة وتحويلك إلى الأخصائي المناسب إن استدعى الأمر، هذا سيوفر على المريض عناء اختيار الاختصاص الخاطئ وسيقلل من التكلفة العلاجية المطلوبة.

 

أما إذا كانت زيارتك للطبيب بهدف متابعة حالة مرضية سابقة، لابد أن يستعد المريض لتقديم ملخص عن حالته في الفترة التي تبعت آخر زيارة كانت مع الطبيب، وهذا الملخص يجب أن يشمل مدى استقرار الحالة المرضية وظهور أي أعراض جديدة، شدتها وأوقاتها وارتباطها بأي نشاط أو فعل معين، ومدى التزامه بتناول الأدوية أو ظهور أعراض جانبية للأدوية، ومدى رضى المريض عن الخطة العلاجية ونتائجها. من جهة أخرى إذا كان المريض يقوم بمراقبة أمر معيّن في المنزل، كضغط الدم أو مستوى السكر أو غيرها، يجب أن يقوم المريض بتسجيل النتائج وأوقاتها وإحضار سجل البيانات معه عند زيارة الطبيب.

 

من المهم أيضاً أن تأخذ معك مرافقاً تثق به، فوجود شخص يرافقك أثناء الزيارة سيساعدك ويقدم الدعم لك، خصوصاً إذا كنت ستواجه تشخيصاً معقدا أو خبراً سيئاً، أو إذا كنت لا ترتاح لزيارات الأطباء عموماً، أضف إلى ذلك مساعدتك على وصف حالتك. من ناحية أخرى يعتبر هذا الشخص أذناً وعيناً إضافية تعينك على استذكار ما يقوله الطبيب، بعض الدراسات ترى أن المرضى لا يتذكرون أكثر من ثلاثة أمور مما قاله الطبيب أثناء الزيارة، والعديد من الأطباء يؤكدون ذلك خصوصاً إذا أخبر الطبيب المريض تشخيصاً سيئاً، فهذا هو الأمر الذي سيكون قد سمعه المريض حتى نهاية الزيارة. لهذا العديد من الأطباء يطلبون من المرضى إحضار شخص آخر معهم للزيارة أثناء استقبال أخبار كهذه. على النقيض، وجود شخص معك أثناء مقابلتك للطبيب قد يسبب لك الحرج ويؤثر سلبياً على تواصلك مع الطبيب، وقد يمنعك من الكشف عن الأمور غير المريحة أو الشخصية، لذلك عليك تخيّر المناسب لحالتك وفعله.

ثانياً: ماذا تفعل أثناء مقابلة الطبيب؟

عند زيارة الطبيب سيقوم بسؤالك عدة أسئلة عن حالتك الصحية ثم سيقوم بالفحص السريري وطلب فحوصات مخبريه إن استدعى الأمر، ليصل إلى التشخيص المحتمل، بعد ذلك سيقدم للمريض العلاج المناسب. من المهم أثناء هذه العملية أن يقوم الطبيب بتثقيف المريض حول حالته، وأسبابها، ومضاعفاتها، وكيفية علاجها ومتابعتها ومنع تكرارها. فيما يلي سنعرض بعض الأسئلة التي قد يوجهها الطبيب للمريض وكيفية تقديم إجابة مناسبة لها:

** بداية سيسأل الطبيب عن سبب الزيارة " لماذا أنت هنا ؟ "

قم بالحديث عن حالتك التي استدعتك إلى زيارته وقدم وصفاً أساسياً واضحاً عنها في جملة أو جملتين قدر المستطاع. من ثم تحدث عن الأعراض ومتى بدأت ومدى تكررها، وما إن كان هناك ما يزيدها سوءً أو يعمل على تخفيفها، وما إن كان أحد أفراد عائلتك يعاني من أعراض مماثلة أو من نفس المشكلة سابقاً. لوصف حالتك بشكل أفضل يجب مراعاة عدة أمور منها:

 

1) أسلوب الوصف: لا تقل "أنا أعاني من ألم" وإنما استعمل كلمات محددة، مثل: خفيف، أو حاد، أو نبضي، لوصف طبيعة الألم بشكل أدق، أو استعمل مقياساً من واحد إلى عشرة لتحديد درجة شدة الألم. صف مكان الأعراض التي تعاني منها مع ذكر المنطقة أو أشر بيدك على المنطقة، أو قم بأخذ صورة لطفح أو غيره.

 

2) قم بوصف مدى تأثير الأعراض على حياتك اليومية، فبدلاً من القول "لا أقوم بفعل الأشياء كما كنت سابقاً" صف الأمور من واقع تعيشه، من الأمثلة على ذلك "أنام لمدة 3 ساعات يومياً!"، أو "لا أستطيع السير إلى البقالة المجاورة لمنزلي"، أو "لا أستطيع الوقوف لمدة تزيد عن عشرة دقائق".

 

3) راعي قول الحقيقة دون إخفاء أي معلومة، فمع أن المريض هو من أتى لزيارة الطبيب بنفسه، إلا أن الصدق يعدّ من أهم الحواجز بين المريض والطبيب، لذلك إذا كنت تدخن، أو تشرب الكحول أو غيرها من السلوكيات الضارة أعلم طبيبك بذلك. تذكر أن حوارك مع الطبيب حوار خاص وموثوق هدفه صحتك أنت، لذلك من المهم أن يكون الطبيب على دراية تامة بحالتك من كافة الجوانب لينعكس هذا على فائدتك أنت.

 

** هل تعاني من أمراض أخرى؟

هنا عليك ذكر تاريخك المرضي، ويقصد به أي حالات أو أمراض عانيت منها سابقاً وعلاجها، مثل:الربو أو السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها. كما يجب ذكر ما إن كنت تعاني من حساسية لطعام أو دواء أو مادة معينة. وفي حال زيارتك لعدة أطباء، قم بإيصال تلك المعلومات من طبيب لآخر عن حالتك، كي يقوموا بمراعاة تلك الأمور أثناء تشخصيك وعلاجك.

 

** هل يعاني أحد اقربائك من حاله مماثله، أو ما هو التاريخ المرضي للعائلة؟

يقصد الطبيب هنا أقربائك من الدرجة الأولى، وهم الأب، والأم، والأخ، والأخت، والأبناء، وما يعانونه من أمراض كأمراض القلب، أو السكري، أو السرطان، وغيرها من الأمراض التي قد ترتبط بحالتك الصحية.

 

** ما الأدوية التي تتناولها؟

الإجابة على هذا السؤال يجب أن تشمل الأدوية الموصوفة طبياً، والأدوية غير الموصوفة طبياً، والمكملات الغذائية، والأدوية العشبية التي يتناولها المريض. الأفضل أن يحضر المريض جميع الأدوية التي يستخدمها عند كل زيارة للطبيب، ليستطيع الطبيب معرفة الجرعات وأسماء الأدوية وأشكالها الصيدلانية، حيث يصعب على المريض تذكر هذا الكم من المعلومات. ويدخل في ذلك أيضاً أدوية تناولتها سابقاً في فترة مؤخرة من زيارتك للطبيب.

 

** هل لديك أي تساؤل؟

عادة هو آخر سؤال يسأله الطبيب للمريض، ويعد أهم سؤال في المقابلة لأنه خاتمة المقابلة. لا تتردد بطلب توضيح لأي أمر لم تفهمه. ليس هناك مكان للإحراج عندما يتعلق الأمر بصحتك لذلك استفسر واطلب النصيحة دون أي تردد!. أيضاً إذا شعرت أنك بحاجة لرفض أمر ما، لا تتردد بإيصال رفضك للطبيب، حتى لا تقوم بالتخلي عن العلاج لاحقاً ويؤدي ذلك إلى انتكاسة الحالة، إذا قمت بالرفض سيقوم الطبيب باستيضاح ذلك واستعراض أسباب الرفض والتحدث بشأنه وكيفية إمكانية تسهيل الأمر عليك والوصول للحل الأمثل.

 

في النهاية يجب التنويه لدور الصيدلي عند زيارتك للطبيب، حيث يعتبر الصيدلي آخر شخص تقابله من الكادر الصحي قبل انتهاء زيارتك، وهو يقوم بصرف الأدوية ويقدم المشورة والتعليمات الدوائية اللازمة لكل علاج تم وصفه لك، فإذا شعرت أنك نسيت أي أمر لا تتردد باستشارة الصيدلي بشكل مباشر.

 

تذكر دائما أن التجهيز المسبق للزيارة ويساعدك على إجراء زيارة طبية ناجحة، قد لا يحتاج الطبيب جميع المعلومات التي حضرتها، لكن ذلك الأمور ستكون أسهل إذا قمت بتحضير تلك المعلومات، فما تعرضه على الطبيب هو المساعد للوصول إلى التشخيص السليم والعلاج الأمثل. علاقتك مع الطبيب تشكل العامل الأساسي لإنجاح زيارتك، اعمل جاهداً لتكن في أفضل شكل ممكن لتحصل على الرعاية الصحية الأمثل.

 

إعداد: أحمد نوري_ دكتور صيدلة
إشراف: أ.د. فراس قاسم علعالي

حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى

Please reload

bottom of page