top of page
 
نبتة الخرفيش مضاد أكسدة طبيعي لحماية الكبد

 

 

يعد الكبد أحد الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فهو مسئول عن عدة وظائف أهمها تصنيع البروتين وعوامل التخثر، وتكوين عصارة المرارة، وتنظيم مستوى السكر والكولسترول في الدم، وتخزين الغلوكاجون والحديد لاستخدمهم عند الحاجة، وتخليص الجسم من السموم، كما يقوم بدور مهم في إنهاء فعالية الأدوية وتحطيمها، بالإضافة إلى العديد من المهام الأخرى.

 

في وقتنا الحاضر تعد أمراض الكبد من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية هناك أكثر من 30 مليون شخص مصاب بأحد أمراض الكبد، والتي تحدث لعدة أسباب أهمها شرب الكحول والتدخين، أو الإصابة بالتهابات فيروسية، أو تراكم الحديد أو النحاس في الجسم، أو التعرض المستمر للمواد الكيميائية السامة أو تناول أنواع معينه من الفطر السام (Amanita phalloides) . كما قد تؤدي بعض الأدوية إلى حدوث مشاكل في وظائف الكبد وخصوصاً عند تناول جرعات عالية منها مثل الريفانين والأدوية الخافضة للدهون وغيرها. فعلياً هناك أكثر من 20 مرض قد يصيب الكبد ويؤثر على وظائفه، ومن أبرز هذه الأمراض التهاب الكبد الوبائي بأنواعه واليرقان وتشمع الكبد والتهاب الكبد المزمن والحاد.

 

كما هو معروف فإن معظم أمراض الكبد يمكن منعها أو تجنب حدوثها، وفي هذا المقال سنتحدث عن نبتة الخرفيش كأحد أبرز الأعشاب الطبية المستخدمة لحماية الكبد من الأمراض، وللتخفيف من تأثير السموم والمواد الكيميائية على تركيبة الكبد ووظائفه.

 

 

عشبة الخرفيش

نبتة الخرفيش  (Milk Thistle)هي عشبية برية تنمو في معظم أنحاء العالم واستخدمت منذ القرن الرابع قبل الميلاد في الطب الشعبي لعلاج أمراض الكبد والكلى والمرارة. الموطن الأصلي للخرفيش هي منطقة إقليم حوض البحر الأبيض المتوسط والنبتة معروفة على نطاق واسع في بلاد الشام ومنها الأردن، حيث تتواجد بكثرة على جوانب الطرقات في فصل الربيع.

 

تنتشر نبتة الخرفيش بشكل سريع ويطلق عليها أحياناً اسم الشوكة اللبنية وذلك لطبيعتها الشوكية والسائل اللبني الذي يخرج من أوراق النبتة عند كسرها أو جرحها. وتتميز العشبة بأوراقها الخضراء الموشاه بخطوط بيضاء، وتعلوها زهرة بنفسجية محاطه بالأشواك أيضاً.

 

الأجزاء المستخدمة من نبتة الخرفيش

تعتبر الأوراق والساق والبذور هي الأجزاء المستخدمة من النبته، حيث يؤكل الخرفيش طازجاً أو مطبوخاً بعد أن تزال الأشواك عنه، ويستخدمه كثير من الناس في تحضير السلطات بمختلف أنواعها أو كبديل للسبانخ، كما تؤخذ بذوره بعد أن تجف وتستخدم لأغراض طبية متنوعة، وفي بعض الأحيان تستخدم لصناعة مشروب يشبه القهوة.

 

كيف يساعد  الخرفيش على الحماية من أمراض الكبد أو التخفيف منها ؟

في الواقع تحتوى الخرفيش على العديد من المركبات التي لها دور مهم في حماية الكبد من الأمراض وأخطار السموم التي تتعرض لها بشكل يومي، وأهمها مجموعة من المركبات المشتقة من المواد الفلافونودية (Flavonolignan)  وهي تحمل خصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات ويطلق عليها مجتمعه اسم السيليمارين (Silymarin). يعتقد العلماء أن مركبات السليمارين هي المسئولة عن فعالية نبتة الخرفيش في حماية خلايا الكبد من تأثير الكحول والسموم ومساعدة الكبد على إعادة ترميم خلاياه من خلال بناء خلايا جديدة وسليمة.

 

في الوقت الحاضر تتواجد منتجات طبية عديدة تحتوي على مستخلص بذور عشبة الخرفيش، والتي يتم معايرتها لتحتوي 70- 80% من مركبات السيليمارين، وتعد منتجات الخرفيش من أكثر المنتجات العشبية مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية. في الأردن تنمو النبتة في فصل الربيع وتتواجد بشكل كبير على جوانب الطرقات والأراضي الريفية، كما يتوافر في الصيدليات الاردنية العديد من المنتجات الطبية التي تحتوي على مستخلص الخرفيش، ويتم صناعتها من قبل شركات متخصصة في صناعة المنتجات العشبية مثل شركة سانداون (sundown) وشركة جاميسون (Jamison)، وتأتي هذه المنتجات على شكل كبسولات يمكن تناولها بشكل يومي حسب الجرعة التي يتم تحديدها على النشرة الدوائية للمنتج.

 

هل أثبت العلم فعالية نبات الخرفيش في علاج أمراض الكبد ؟

هناك العديد من الدراسات العلمية التي أجريت لتوضيح فعالية نبتة الخرفيش في حماية الكبد وعلاج الأمراض المتعددة التي تتعرض لها، وعلى الرغم من أن عدد كبير من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت نتائج إيجابية وجاءت لتؤكد فائدة نبتة الخرفيش كمضاد للأكسدة في حماية الكبد من الأمراض، إلا أن نتائج الدراسات التي أجريت على الإنسان لازالت غير واضحة حتى الآن وذلك لعدة أسباب منها ضعف في تصميم هذه الدراسات وقلة عدد الأشخاص المشاركين فيها وعدم استخدام منتجات معايرة بدقة.

 

عدد من الدراسات أجريت على مرضى مصابين بمرض تشمع الكبد (Cirrhosis) والتهاب الكبد المزمن (Chronic Hepatitis)، وجاءت نتائج هذه الدراسات متضاربة، ولكن معظم الدراسات أعطت نتائج ايجابية وتؤكد أن تناول الخرفيش يحسن من وظائف الكبد ويخفف من أعراض المرض ويقلل من نسبة الوفيات بين المرضى، ولكن لضعف المعايير المستخدمة في هذه الدراسات لا يمكن حتى الآن اعطاء توصيات قوية حول استخدام العشبة في معالجة المرض.

 

وعند المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي نوع (C)، بينت بعض الدراسات أن الخرفيش يساعد في التخفيف من المرض، ففي إحدى الدراسات  التي ضمت 16 شخصاً مصاباً بالمرض ولم يستجيبوا للعلاج الدوائي (Interferon, Ribavirin)، ساعدت الخرفيش في التحسين من حالتهم الصحية وقللت بشكل كبير كمية الفيروس الموجود في أجسام المرضى، وعند 7 مرضى انخفض مستوى الفيروس بالجسم لحد لا يمكن قياسه خلال مدة 14 يوماً من العلاج بالخرفيش.

 

أما في معالجة التسمم الفطري فقد أظهرت الدراسات على الحيوانات أن الخرفيش يلغي التأثير السام للفطر إذا تم إعطاءه خلال 10 دقائق من تناول الفطر، اما إذا أعطي خلال 24 ساعة فإنه سيساعد على التخفيف من خطر إصابة الكبد بضرر أو حدوث وفاة نتيجة للتسمم بالفطر.

بشكل عام تحفز مركبات السيليمارين الموجودة في نبتة الخرفيش الجهاز المناعي في جسم الإنسان وتعمل كمضادة للأكسدة وتحارب الجذور الحرة (free radicals)، والتي تعد المسبب الأساسي لتكون الخلايا السرطانية المختلفة.

 

تحذيرات حول تناول الخرفيش ومنتجاته

يعد الخرفيش آمن للاستخدام وغير ضار عند معظم الأشخاص، إلا أنه قد يسبب في بعض الأحيان تلبك في المعدة أو اسهال، ونادراً قد يعاني بعض الأشخاص من حدوث تحسس عند لمس نبات الخرفيش وتظهر على شكل طفح على الجلد.

 

من ناحية أخرى لا تعتبر نبتة الخرفيش آمنه للحامل والمرضع والأطفال، وبالتالي لا يجوز استخدام منتجات طبية للخرفيش من قبل هذه الفئات، حيث لم يتم تأكيد سلامة هذه المنتجات حتى الآن. كما لا ينصح بتناول الخرفيش من قبل الأشخاص المصابين بأورام سرطانية هرمونية (مثل سرطان الثدي أو الرحم او البروستات)، لأن الخرفيش يحتوي على مركبات تشبه هرمون الإستروجين وبالتالي قد تزيد هذه الحالات سوءاً.

 

تأثير تناول الخرفيش على الأدوية

يجب توخى الحذر عند تناول الخرفيش أو منتجاته إلى جانب الأدوية، حيث قد يزيد الخرفيش من مستوى بعض الأدوية بالجسم وبالتالي يعرض المريض لحدوث بعض الأعراض الجانبية، لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل تناول الخرفيش مع أي دواء، وخصوصاً الأدوية التي تستخدم لتميع الدم كالورفارين أو الأسبرين، أو الأدوية التي تستخدم لمعالجة الاكتئاب أو القلق أو أدوية التحسس أو حبوب منع الحمل أو الأدوية الكيماوية وغيرها.

 

 

إعداد: د. زينب يحيى الصبح/ دكتور صيدلة

إشراف: أ.د. فراس قاسم علعالي

حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانيةه مثلى

 

Please reload

bottom of page