top of page
 
نقص فيتامين ب12: الأعراض والأسباب والعلاج

 

 
ما إن يبدأ الشخص بالشكوى عن كثرة النسيان والشعور الدائم بالتعب والإرهاق إلا ويتلقى النصيحة الذهبية بإجراء فحص لمستوى فيتامين ب12، أو البدء بأخذ مكملات غذائية تحتوي على فيتامين ب12. 
وفي الحقيقة، يعد نقص فيتامين ب12 من الحالات المرضية الشائعة وهو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بفقر الدم، وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في العام 2006 على الفئة العمرية بين 16 و72 سنة، أن نسبة انتشار نقص فيتامين ب12 قد بلغت 50.8 % عند العرب، و46.9 % بين الشركس. نظراً لأهمية هذا الفيتامين والأدوار الحيوية التي يقوم بها في جسم الإنسان.

 

فيتامين ب12
يعد فيتامين ب12 أحد الفيتامينات الذائبة بالماء، وهو أحد المركبات التي لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعه ولكنه يحتاج له للقيام بوظائفه الحيوية، ويتم تخزين فيتامين ب12 في الجسم بكميات تتراوح بين 2000 و3000 ميكروغرام، لذلك فإن أعراض نقص فيتامين ب12 قد لا تظهر على الإنسان إلا بعد سنوات من التوقف عن تناوله لوجود كميات يخزنها الجسم في الكبد والعضلات. يلعب فيتامين ب12 دوراً مهماً في جسم الإنسان، منها:

 

- المساهمة في تصنيع الحمض النووي (DNA) والمادة الوراثية.
- يعد فيتامين ب12 أحد المركبات اللازمة لتصنيع خلايا الدم الحمراء بشكل طبيعي وكميات كافية، وذلك إلى جانب الحديد وحمض الفوليك.
- المساهمة في إتمام العمليات الأيضية وإنتاج الطاقة في الجسم.
- المحافظة على سلامة الأعصاب والجهاز العصبي وحمايته.  
- يساعد على حماية الذاكرة والحصول على مزاج جيد.
- المحافظة على مستوى مركب الهيموسيستين (Homocysteine) ضمن الحدود الآمنة وعدم ارتفاعه
؛ حيث إن ارتفاع مستوى هذا المركب يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

المصادر الغذائية لفيتامين ب12
المصدر الغذائي الوحيد لفيتامين ب12 هو المنتجات الحيوانية، فهو لا يتواجد بالمنتجات النباتية كما يعتقد البعض، لذلك غالباً ما يعاني النباتيون من نقص فيتامين ب12. كأمثلة على المصادر الغنية لفيتامين ب12؛ اللحوم الحمراء والكبد والدواجن والبيض والحليب ومنتجات الألبان المختلفة والسمك والمحار.
أما النباتيون بإمكانهم الحصول على حاجتهم من فيتامين ب12 من خلال تناول حبوب الإفطار المدعمّة به. (Fortified breakfast cereals) 
الكمية الموصى بها التي يحتاجها الإنسان بشكل يومي من فيتامين ب12 تختلف حسب العمر، لكن الكمية اليومية اللازمة ضئيلة، لأن البكتيريا الموجودة في الجسم بشكل طبيعي لها القدرة على تصنيع فيتامين ب12.

 

الكمية اللازمة من فيتامين ب12 ومستواه الطبيعي
الكمية اليومية الموصى باستهلاكها يومياً من فيتامين ب12 تختلف باختلاف العمر، وهي عند الإنسان البالغ 2.4 ميكروغرام/ يوم، بينما تحتاج الحامل والمرضع إلى كميات أكبر وهي 2.6 و2.8 ميكروغرام/ يوم على التوالي.
أما بخصوص المستوى الطبيعي لفيتامين ب12 في الدم، فهو يتراوح بين 180 و914 نانوغرام/لتر، ويفضل أن يكون أعلى من 500 نانوغرام/لتر، بينما وجود المستوى أقل من 200 نانوغرام/لتر فهو يعد نقصا في الفيتامين، بينما 200-300 يعد من الحدود الدنيا وقد يعني وجود نقص وهو بحاجة إلى مزيد من التقييم.

 

أسباب نقص فيتامين ب12
 

- السبب الرئيسي والأهم لنقص فيتامين ب12 هو حدوث نقص في امتصاصه؛ حيث إنّ تحرير فيتامين ب12 من الأطعمة وامتصاصه يتطلب وجود الأنزيمات المعدية والحامض المعدي، بالإضافة إلى وجود العامل المساعد (Intrinsic Factor) الذي يتم إفرازه من جدار المعدة. لذلك أي خلل في هذه العملية كنقصان مستوى الحمض المعدي أو العامل المساعد سيمنع الامتصاص ويؤدي إلى نقص فيتامين ب12.
 

- الإصابة بمرض فقر الدم الوبيلي (Pernicious anemia)، والذي ينتج عن وجود خلل في مناعة الجسم ويؤدي إلى منع إفراز العامل المساعد اللازم لامتصاص فيتامين ب12 من الأمعاء.
 

- عدم تناول كميات كافية من فيتامين ب12، ويعد هذا السبب شائعا فقط لدى النباتيين، وذلك لتواجد الفيتامين في العديد من المنتجات الحيوانية.
 

- المصابون بأمراض يصاحبها بطء في حركة المعدة والأمعاء كالسكري، مما يؤدي إلى زيادة نمو البكتيريا المعدية التي تقوم بدورها باستهلاك الفيتامين لصالحها بدلاً من امتصاصه.
 

- المصابون بأمراض الجهاز الهضمي، كمرض حساسية القمح (Celiac disease) أو مرض كرون (Crohn’s disease) وغيرها من الأمراض التي تؤثر على امتصاص فيتامين ب12.
 

- القيام بعمليات استئصال جراحية لأجزاء من الجهاز الهضمي، كعمليات استئصال جزء من المعدة.
 

- الأدوية؛ حيث قد تؤدي بعض الأدوية المستخدمة على المدى الطويل لحدوث نقص في فيتامين ب12 ومنها دواء الميتفورمين والأدوية التي تقلل من حموضة المعدة.
 

- شرب الكحول.
 

أعراض نقص فيتامين ب12
تختلف أعراض نقص فيتامين ب12 من شخص إلى آخر، كما تختلف باختلاف مستوى الفيتامين بالدم، ولكن وجود الأعراض الآتية قد يكون مؤشرا على وجود نقص فيتامين ب12:
- الإحساس بضعف عام والشعور بالتعب وفقدان الطاقة.
- فقدان الشهية ونقصان الوزن.
- الشعور بالدوار وعدم التوازن أو الترنح عند المشي.
- تساقط الشعر.
- الشعور بالكآبة والانطواء وتعكر المزاج.
- أعراض فقر الدم كشحوب البشرة، وضيق النفس، والخفقان، والإرهاق.
- ضعف الذاكرة والتركيز وكثرة النسيان.
- اعتلال عصبي ويتمثل بحدوث خدر وتنميل،
ويجدر الذكر أن استمرار نقص فيتامين ب12 بدون علاج قد يؤدي إلى حدوث خلل دائم بالأعصاب لا يعود طبيعياً بعد العلاج.

 

وتجدر الإشارة إلى أن أعراض نقص فيتامين ب12 تظهر بعد سنوات من الوقف عن تناوله أو حدوث خلل بامتصاصه، وذلك لوجود كميات مخزنه في الجسم، لذلك يجب على الأشخاص المعرضين للإصابة بنقص فيتامين ب12 القيام بفحص دوري لمستوى فيتامين ب12 وعدم انتظار ظهور أعراض النقص للقيام بإجراء الفحص. كما أن عدم وجود فقر الدم لا يؤكد عدم وجود نقص لمستوى فيتامين ب12، ولا يجب أن يشكل ذلك مانعاً لإجراء الفحص أو معالجة النقص إن وجد.
 

علاج نقص فيتامين ب12
يعتمد علاج نقص فيتامين ب12 على تزويد المريض بكميات مناسبة من الفيتامين، ويمكن إعطاء فيتامين ب12 علاجياً على شكل حبوب أو حقن تعطى بالعضل أو تحت الجلد. في حال وجود نقص فيتامين ب12 ناتج عن الإصابة بمرض فقر الدم الوبيلي؛ حيث لا يتم امتصاص فيتامين ب12 من الأمعاء لفقدان العامل المساعد على ذلك، أو وجود خلل في الامتصاص لسبب ما، ويفضل استخدام حقن فيتامين ب12 لتعويض النقص بدلاً من الحبوب حيث يأخذ المريض حقنة تحتوي على 1000 ميكروغرام يومياً لمدة أسبوع ومن ثم حقنة كل أسبوع لمدة شهر وبعد ذلك حقنة كل شهر مدى الحياة أو حتى انتهاء المشكلة المسببة للنقص.

 

بينما يفضل استخدام حبوب فيتامين ب12 من قبل الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل امتصاص الفيتامين من الأمعاء، حيث يأخذ المريض حبوبا تحتوي على جرعات تتراوح ما بين 1000 و2000 ميكروغرام يومياً، كما يمكن الاعتماد على الحبوب للمحافظة على مستوى فيتامين ب12 طبيعي على المدى البعيد ومنع رجوع النقص بعد تصحيحه باستخدام حقن فيتامين ب12. لكن إن كان المسبب يمكن إزالته كالنقص المرتبط بالغذاء أو اخذ أدوية معينة سببت هذا النقص أو غيرها فيتم أخذ العلاج حتى يتم إعادة مستوى الفيتامين إلى الوضع الطبيعي والتأكد أن السبب قد انتهى.

 

إعداد: فاطمة محمد ربّاعي/دكتور صيدلة
إشراف: د. زينب يحيى الصبح
حملة "دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى”

 

Please reload

bottom of page