top of page
 
قرحة المعدة والإثني عشر: الأسباب وطرق العلاج
 
 
تعتبر المعدة أحد أهم أجزاء الجهاز الهضمي، فهي الجزء المسؤول عن هضم الأطعمة بكافة أشكالها، وتجهيزها لعملية الامتصاص في الأمعاء، من خلال إفراز الإنزيمات الهاضمة والحمض المعدي (حمض الهيدروكلوريك). 
وفي الوقت الحاضر، يعاني العديد من الأشخاص من آلام المعدة الناتجة عن الإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر، والذي ينتج عن حدوث تقرحات والتهابات في جدران المعدة والغشاء المبطن لها أو تقرحات في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة والمسمى الإثني عشر. 

 
أعراض الإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر
1 - الشعور بألم حارق في منتصف المعدة أو الجزء العلوي منها، وغالباً ما يشعر المريض المصاب بقرحة المعدة بألم بعد تناول الوجبات أو وقت النوم وقد يوقظ المريض في منتصف الليل، بينما يحدث الألم الناتج عن قرحة الإثني عشر بعد 2-3 ساعات من تناول الوجبة وغالباً ما يخف عند تناول الطعام. 
2 - الشعور بالحرقة أو حموضة في المعدة.
3 - انتفاخ أو تشنجات في البطن.
4 - التجشؤ.
5 - فقدان الشهية.
6 - الغثيان والاستفراغ.

 
من الجدير بالذكر أن الشعور بحرقة في منتصف الصدر، والتي تنتج عن ارتداد حمض المعدة ومحتوياتها إلى المريء، يعد من أهم أعراض الإصابة بمرض الارتداد المريئي، وهو يختلف عن الشعور بألم حارق في معدة، والذي ينتج عن حدوث قرحة المعدة. 
 
أسباب الإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر:
يصنف مرض قرحة المعدة والإثني عشر إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وذلك حسب السبب الرئيسي المؤدي لحدوثه، كالتالي:
أولاً: قرحة المعدة الناتجة عن بكتيريا الهيليكوباكتر بايلوري(Helicobacter pylori) ، وتعد هذه البكتيريا من أبرز الأسباب المؤدية لقرحة المعدة والإثني عشر. تعيش هذه البكتيريا وتتكاثر في الطبقة المخاطية للمعدة والأمعاء الدقيقة، وعادةً لا تتسبب بحدوث أي مشاكل مرضية، إلا أنها في بعض الأحيان، قد تقوم باختراق الطبقة المخاطية، وإحداث التهاب في بطانة المعدة.

 
ثانياً: قرحة المعدة الناتجة عن الاستخدام المستمر لمسكنات الألم من عائلة مضادات الالتهاب غير الستيرودية (NonsteroidalAnti-inflammatory Drugs-NSAID)، وتعد هذه الأدوية من المسكنات المتداولة بكثرة بين المرضى وخاصة بين كبار السن، ومن الأمثلة عليها الأسبرين، والأيبوبروفين، والدكلوفيناك، وغيرها. تتميز القرحة الناتجة عن استخدام المسكنات بعدم شعور المريض بالألم، وذلك بسبب المسكنات التي يتناولها، ولهذا قد لا يحدث المرض ويتضاعف دون أن يتنبه المريض له. 
 
ثالثاً: قرحة المعدة المرتبطة بالقلق، وغالباً ما تصيب المرضى المقيمين بالمستشفى، ويتعرضون لضغط نفسي كبير ناتج عن وجودهم في وحدة العناية المركزة، أو اعتمادهم على جهاز التنفس الإصطناعي، ويوجد عوامل وشروط خاصة للوقاية منها. 
 
بعد ذكر الأسباب الرئيسية لقرحة المعدة والإثني عشر، هناك عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض كالتدخين، والإدمان على شرب الكحول، وكثرة التوتر والضغط النفسي، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
 
مضاعفات الإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر:
قد تسبب قرحة المعدة والإثني عشر غير المعالجة إلى مشاكل ومضاعفات خطيرة، تشمل حدوث نزف معوي، وقد يحدث دون وجود أعراض سابقة، ومن علامات وجود النزيف المعوي إخراج براز بلون أسود قاري، أو حدوث قيء يشبه تفل القهوة، والشعور بضعف، ودوار مستمر، وفقر الدم.

 
من المضاعفات الأخرى لقرحة المعدة، حدوث انسداد معوي يمنع الطعام من المرور خلال القناة الهضمية، أو اختراق في جدار المعدة أو الإثني عشر وتسمى "قرحة ثاقبة"، وتتميز بالشعور بألم حاد مفاجئ. 
 
علاج القرحة الهضمية وطرق الوقاية منها:
يكون علاج القرحة من خلال العلاج الدوائي، أو العلاج الدوائي المتزامن مع العلاج الجراحي، أو من خلال العلاجات المنزلية التي تعتمد على تغيير نمط الحياة.

 
العلاج الدوائي للقرحة:
من أهداف العلاج الدوائي التخلص من السبب المؤدي لقرحة المعدة أو الإثني عشر، كقتل البكتيريا المسببة للقرحة، والتقليل من إفراز حمض المعدة، وحماية بطانة المعدة. وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج القرحة ما يلي: 
1 - مضادات الحموضة: وهي لا تعالج القرحة، ولكنها تخفف من ألم حرقة المعدة من خلال معادلة الحمض المعدي.
2 - مثبطات مضخة البروتون، وتعمل على خفض إفراز حمض المعدة، ومنها دواء الأوميبرازول (Omeprazole)، واللانسوبرازول (Lansoprazole)، وغيرها، وتستخدم هذه الأدوية لعلاج القرحة الناتجة عن المسكنات أو القرحة الناتجة عن القلق، كما تدخل ضمن الأدوية المستخدمة في العلاج الثلاثي، أو الرباعي والمذكور لاحقاً. للحصول على أفضل مفعول من هذه الأدوية، ينصح المريض بأخذ الدواء صباحاً على معدة فارغة قبل الإفطار بنصف ساعة. 
3 - مثبطات مستقبلات الهستامين من النوع الثاني، وتعمل أيضاً على خفض إفراز حمض المعدة، ومن الأمثلة عليها الفاموتيدين (Famotidine)، والرانيتيدين (Ranitidine). 
4 - المضادات الحيوية، كالأموكسيسيلين (Amoxicillin)، والكلاريثرمايسين (Clarithramycin)، وتستخدم إذا كانت بكتيريا الهيليكوباكتر بايلوري هي المسببة للقرحة. والجدير بالذكر أن استخدام المضادات الحيوية وحدها في هذه الحالة لا يكفي وإنما تستخدم ضمن نظام علاج ثلاثي أو رباعي يتكون من دواء مثبط للحموضة؛ كمثبط مضخـة البروتون، ومضادين حيويين للقضاء على البكتيريا. وتؤخذ هذه الأدوية صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين تقريباً، ومن ثم تستكمل المعالجة باستعمال مثبطات الإفرازات الحامضية لمدة أسبوعين آخرين، ومن ثم القيام بفحوصات بعد 6 إلى 12 شهراً من العلاج، للتأكد من القضاء على البكتيريا. وهذا العلاج هو المستعمل حالياً على نطاق واسع، وهو الذي ننصح به.
5 - أدوية تغليف القرحة كالسوكرالفات (sucralfate).
6 - أدوية تحمي المعدة ضد أضرار العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهاب، مثل ميسوبروستول (Misoprostol)، والذي يمنع استخدامه بدون وصفة طبية بسبب سوء الاستخدام الشائع له لإحداث الإجهاض. 

 
العلاج الجراحي للقرحة:
يتم تحويل المريض للجراحة في حالة وجود مضاعفات خطيرة للقرحة، مثل النزف المتكرر، أو الانسداد الذي لا يمكن علاجه بالأدوية، أو في حالة الانثقاب الشديد للمعدة. ونادراً ما يحتاج المريض لعملية جراحية لعلاج القرحة الهضمية.

 
الوقاية
كما يقولون "المعدة  بيت الداء"، فعدم اتباع نظام غذائي سليم، من الممكن أن  يعرض حياة الإنسان للخطر. فما بالك إذا كان موطن الخلل المعدة، فمريض قرحة المعدة عليه الالتزام بنظام غذائي دقيق حتى لا يفقد جودة حياته.
عندما تكون المعدة خالية، يمكن للعصارات الهضمية أن تهيج القروح في الغشاء المخاطي الذي يغطي قنوات الجهاز الهضمي من الداخل، وأكثر المناطق تأثراً هي تلك التي يغطيها غشاء أكثر رقة مثل الإثني عشر. لذلك من الأفضل لمن يعاني من قرحة الإثني عشر أن يتناول عدة وجبات صغيرة على مدى اليوم؛ بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، لأن ذلك يقلل من الحمض الذي يصل إلى الإثني عشر.

 
أما في حالة قرحة المعدة فالعكس صحيح، حيث تزداد الأعراض بمجرد تناول الطعام؛ لذا ينصح المرضى بتقليل عدد الوجبات اليومية إلى ثلاث وجبات رئيسة، وتجنب الوجبات الخفيفة وخاصة ما قبل النوم.
يمكن الوقاية من خطر الإصابة بالقرحة، من خلال اتباع بعض تدابير الرعاية الصحية البسيطة، ومنها: 

 
1 - اختيار نظام غذائي صحي كامل من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. فليست كل الأطعمة تؤثر على المعدة بنفس الطريقة؛ إذ أن الألياف الغذائية يمكن ان تحمي الأغشية المخاطية من التعرض لحمض المعدة. لذلك ينصح مرضى القرحة بتناول الأغذية الغنية بالألياف، مثل النخالة (الخبز الأسمر)، والملفوف، والسبانخ. كما أن عدم تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات قد يجعل من الصعب على الجسم الشفاء من القرحة؛ لذلك ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات بنسبة عالية. وفيما يلي بعض الأطعمة التي ينصح بتناولها: الفول، واللبن ومنتجاته، والأسماك، والخضراوات، واللحوم، والفاكهة الطازجة غير الحمضية، والسلطة الخضراء بدون إضافة ليمون، والبيض المسلوق، والبقوليات، والأرز، والمعكرونة. 
 
2 - تجنب الأطعمة التي تعمل على تهيج المعدة وزيادة إفراز حمض المعدة. وفيما يلي بعض الأطعمة التي ينصح بالابتعاد عنها: المخللات، والتوابل والبهارات، والفاكهة الحمضية، والمشروبات كالشاي، والقهوة، والكاكاو، والمشروبات الغازية، والمكسرات، والخيار، واللفت، والبقدونس، والسبانخ، والملوخية، والباذنجان.
 
3 - تناول مضادات الحموضة أو أدوية القرحة وفقاً للتعليمات الموصى بها من الطبيب.
4 - الإقلاع عن التدخين.
5  - تجنب شرب الكحول والابتعاد عنها أثناء فترة العلاج.
6 - الحد من استخدام الأدوية التي قد تسبب القرحة؛ مثل الإيبوبروفين، والأسبرين.

 

 

إعداد: يوسف علي عجو/ دكتور صيدلة 
إشراف: د. تمام عليمات
حملة "دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"

Please reload

bottom of page