دكتور صيدلة
نحو رعاية صيدلانية مثلى
اللولب: وسيلة فعالة لتنظيم الأسرة
يعتبر اللولب من أكثر وسائل منع الحمل انتشاراً في الأردن، ومن هنا تأتي أهمية التوعية حول ماهية هذه الطريقة، أنواعه المختلفة، ومميزاته، وموانع استخدامه.
ما هو اللولب (Intrauterine Device) ؟
اللولب عبارة عن قطعة بلاستيكيه أو معدنية صغيرة على شكل حرف T و هو نوعان: هرموني أو نحاسي، يتم إدخالها إلى الرحم وتترك هناك لتعمل على منع الحمل، ويمكن للمرأة استخدام اللولب كطريقة لمنع الحمل في أي عمر، حتى وإن لم يسبق لها إنجاب أطفال. ويعد اللولب طريقة فعاله لمنع الحمل حيث تصل فعاليته إلى 99%، وهو يعتبر خياراً مريحاً للنساء اللواتي لا يرغبن بإنجاب الأطفال لمدة طويلة؛ فهن عند استخدامه لسن بحاجة للالتزام بأخذ دواء معين طوال هذه المدة لمنع حدوث الحمل، فهنا لن تكون مشكلة التزام المرأة بإتباع نظام علاجي محدد موجودة على الإطلاق، والتي عادةً ما نواجهها عند استخدام حبوب منع الحمل. وهو أيضاً أحد الوسائل المتبعة في حال لم تتمكن الزوجة من تناول حبوب منع الحمل المركبة، التي تحتوي على الإستروجين (estrogen) والبروجسترون (progesterone)، لوجود أي سبب طبي يمنع ذلك. كما تستعيد المرأة قدرتها على الإنجاب بمجرد إزالة اللولب، فليس هنالك خوف من تأخر حدوث الحمل أو فقدان القدرة على الإنجاب عند استخدام هذه الوسيلة لتنظيم النسل.
كيف يمنع اللولب حدوث الحمل؟
يقوم اللولب الهرموني على إطلاق كميات صغيرة من هرمون البروجستين (Progestine)، بينما يقوم اللولب النحاسي بإطلاق كميات صغيرة من النحاس داخل الرحم، وكلاهما يعملان على منع حدوث الحمل من خلال عدة آليات أهمها:
1) إحداث التهابات طفيفة في بطانة الرحم, وزيادة إفراز جزيئات البروستاجلاندين (prostaglandin).
2) إخماد تكاثر الأنسجة في بطانة الرحم, وبالتالي وجود بيئة غير مناسبة تعمل على قتل الحيوانات المنوية قبل وصولها للبويضة (وهذه الآلية تحدث على وجه الخصوص عند استخدام اللولب الهرموني).
3) في حال حدوث تلقيح للبويضة فإن اللولب يعمل على منع انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم وبالتالي منع حدوث الحمل.
رغم ذلك فإن اللولب لا يمنع الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، كالإيدز والزهري، لذلك لا يجوز استخدامه كوسيلة للحماية من هذه الأمراض.
ما مميزات استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل ؟
فعلياً يعتبر اللولب وسيلة سهله وغير مكلفه لمنع الحمل، فبمجرد تركيبه يبدأ عمله في منع حدوث الحمل دون الحاجة للالتزام بأخذ دواء معين، وهو أيضاً لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على النشاطات اليومية التي تقوم بها المرأة، وبمجرد إزالته تستعيد المرأة مباشرة قدرتها على الإنجاب. وعلى العكس من حبوب منع الحمل، من الممكن استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل مباشرة بعد الولادة أو أثناء الإرضاع.
ما الأنواع المتوافرة من اللولب وكيف تختلف فيما بينها؟
يتوافر في الأسواق نوعين رئيسيين، اللولب الهرموني واللولب النحاسي، وكلاهما يأخذان شكل حرف (T), وفي نفس الوقت يختلفان في العديد من الخصائص كالتالي:
أولاً: اللولب النحاسي والذي يقوم بإطلاق كميات صغيرة من النحاس داخل الرحم، ويمكن استخدامه لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، إلا أنه قد يؤدي إلى إحداث بعض الأعراض الجانبية، مثل زيادة كمية الدم المتدفقة أثناء الدورة الشهرية, ففي بعض الحالات قد تصل الزيادة في كمية الدم التي يتم فقدانها أثناء الدورة الشهرية إلى 35%, كما قد يزيد من شدة الآلام المصاحبة للطمث.
ثانياً: اللولب الهرموني حيث يفرز هذا اللولب حوالي 20 ميكروغرام من هرمون الليفونورجيسترل (levonorgestrel) يومياً, ولكن تنخفض هذه الكمية إلى 10 ميكروغرام يوماُ على مدى 5 سنوات من الاستخدام. إن مقدار ما يصل من هذا الهرمون إلى الدم يعد قليل جداً إذا ما قورن بكمية الهرمونات التي تتواجد في الدم عند استخدام حبوب منع الحمل، لذلك فهو يعمل بشكل موضعي من خلال إخماد تكاثر الأنسجة في بطانة الرحم مؤدياً إلي تقليل كمية الدم المتدفقة أثناء الدورة الشهرية، فعلى العكس من اللولب النحاسي فإن استخدام اللولب الهرموني يقلل من كمية الدم التي يتم فقدانها أثناء الدورة الشهرية. وفي بعض الحالات قد يحدث انقطاع في الطمث عند استخدام اللولب الهرموني، قد تصل نسبة حدوث هذا الأمر بين النساء اللاتي يستعملنه إلى 20% خلال السنة الأولى من الاستخدام، وتزداد إلى 60% في السنة الخامسة. ومما يميز اللولب الهرموني هو إمكانية استخدامه لغايات أخرى غير منع حدوث الحمل، مثل التخفيف من الآلام المصاحبة لحدوث الطمث أو حتى للتقليل من غزارة الطمث، لأنه كما ذكرنا يقلل من كمية الدم المفقودة أثناء الطمث.
ولكن زيادة احتمالية نزول قطرات من الدم خلال الستة أشهر الأولى من استخدام اللولب الهرموني تعد من أهم مساوئه ولكنها تقل تدريجياً مع الوقت.
متى يتوجب مراجعة الطبيب خوفاً من حدوث مضاعفات لاستخدام اللولب ؟
على الرغم أن حدوث مضاعفات لاستخدام اللولب يعتبر نادر الحدوث، إلا أنه يتوجب أخذ الحذر ومراجعة الطبيب بالسرعة القصوى بمجرد حدوث أحد الأعراض التالية، دون محاولة إزالة اللولب بنفسك، إذ يجب على الطبيب أن يقوم بهذه المهمة (إذا وجد أن الحالة تستدعي ذلك):
1) وجود علامات تدل على حدوث الحمل، كانقطاع الطمث، فعلى الرغم أن انقطاع الطمث من الممكن أن يحدث كنتيجة لاستخدام اللولب الهرموني إلا أنه يتوجب إخبار الطبيب عند انقطاع الطمث للمرة الأولى. ففي حالات نادرة قد يحدث الحمل على الرغم من وجود اللولب، وهنا تزداد احتمالية حدوث هذا الحمل خارج الرحم (ectopic pregnancy).
2) الشعور بألم شديد في منطقة الحوض.
3) ارتفاع درجة حرارة الجسم لسبب غير معروف.
4) وجود إفرازات مهبليه غريبة أو غير مألوفة.
5) الشعور بالآلام أثناء الجِماع.
6) الشعور بوجود اللولب عند عنق الرحم أو داخل المهبل.
هل هناك حالات يمنع فيها استخدام اللولب كطريقة لمنع الحمل ؟
على الرغم من فعالية اللولب في منع الحمل، وإمكانية استخدامه في كثير من الحالات، إلا إنه يمنع استخدامه منعاً باتاً في حال كانت المرأة تعاني من أحد الأمور التالية :
1- أثناء الحمل.
2- الإصابة بأحد الأمراض التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي (مثل مرض الإيدز أو مرض الزهري وغيرها).
3- وجود أورام سرطانية في الجهاز التناسلي.
4- تشوهات خلقية في الرحم.
5- أن تعاني المرأة من حساسية لأي من مكونات اللولب.
6- الإصابة بمرض الالتهاب الحوضي (pelvic inflammatory disease) وهو عبارة عن التهاب يصيب الرحم وقناة فالوب، إما في الوقت الحالي أو خلال الثلاثة شهور السابقة لاستعمال اللولب.
7- وجود نزيف مهبلي غير طبيعي.
8- الإصابة بتليف في التجويف الرحمي.
9- وجود التهابات تقيحية في عنق الرحم.
10- إصابة المرأة فيما مضى بتعفن بالدم بعد الولادة أو الإجهاض.
11- الإصابة بمرض ويلسون (wilson's disease)، في هذه الحالة يمنع استخدام اللولب النحاسي.
لذلك يجب أن يقوم طبيب مختص بوضع اللولب، وذلك بعد القيام بمراجعه شامله للتاريخ الطبي للمريضة وإجراء فحص روتيني لها؛ للتأكد بأنها تستطيع استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل.
إعداد: د. زينب يحيى الصبح / دكتور صيدلة
بإشراف: د. خولة نصير
حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى