دكتور صيدلة
نحو رعاية صيدلانية مثلى
الرضاعة الطبيعية حق للطفل وصحة للأم
كانت وما زالت الأمومة الهبة الأصدق والتتويج الأعظم لكل سيدة تحملت عناء الحمل والإنجاب، وجاءت القدرة الإلهية برابط ما بعد انفصال الأجساد يكمل لذلك القلب العظيم سعادته، فحبى الله الأم القدرة على إرضاع طفلها الصغير لينمو ويتطور ترضعه من حنانها رحيقا معسولا.
عزيزتي الأم استكمالا لعطائك ومحبتك كانت الرضاعة الطبيعية حلقة الوصل الأقوى بينك وبين رضيعك، لذلك سنعرض في هذا المقال أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها.
تعريف الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة الطبيعية التي من خلالها يتم تزويد المولود بالمواد الغذائية التي تمنحه القدرة على النمو والتطور، ويوصى بإرضاع الطفل حتى الشهر السادس من العمر دون الاعتماد على أي نوع آخر من الأطعمة، وبعد الشهر السادس يبدأ إدخال أنواع محددة من الأطعمة دون الاستغناء عن الرضاعة الطبيعية التي يوصى باستكمالها إلى سن العامين.
فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع:
يمثل حليب الأم الغذاء المثالي للطفل فهو يحتوي على مزيج من الفيتامينات والمعادن والبروتينات وغيرها مما يحتاجه لينمو نمواً سليماً، تقدمينه لطفلك بتركيبة فريدة سهلة الهضم مقارنة بأي حليب صناعي.
يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تساعد الطفل على مقاومة البكتيريا والفيروسات.
تقلل الرضاعة الطبيعية من نسب حدوث الربو والتحسس.
أثبتت الدراسات أن نسبة حدوث التهابات الأذن والجهاز التنفسي والهضمي أقل عند الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى من عمرهم.
تساعد في زيادة أواصر المحبة والحنان بين الأم ورضيعها.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم المرضعة:
تساعد على حرق الدهون مما يساهم في خسارة الوزن الزائد خلال فترة الحمل والعودة إلى الوزن الطبيعي.
تزيد من إفراز هرمون الأكسيتوسين الذي يساعد على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
تقلل من نزيف ما بعد الولادة.
تقلل من نسبة حدوث سرطان الثدي والمبيض.
تساعد على المباعدة بين الأحمال فهي تؤخر عودة الدورة الشهرية.
تقلل من العبء على الأم من ناحية تجهيز الرضعات والعناية بنظافتها، كما وتقلل العبء الاقتصادي على الأسرة.
مكونات حليب الأم:
يحتوي حليب الأم على الماء بنسبة 88.1%، وسكريات (لاكتوز) بنسبة 7%، ودهنيات 3.8%، وبروتين 0.9%، بالإضافة إلى مكونات أخرى من المغذيات الدقيقة كالأملاح والفيتامينات بنسبة 0.2%.
يتغير حليب الأم على حسب حاجيات الرضيع، ونلاحظ ذلك خصوصاً في التحول من اللبأ للحليب العادي خلال الأسابيع الأولى، واللبأ هو الحليب الذي يُفرز خلال الأيام الأولى من الولادة ويكون لونه مائلاً للصفرة، ويعتبر الغذاء المثالي الذي يساعد جهاز الطفل الهضمي على الاستعداد لهضم حليب الأم، وتقبله بالإضافة إلى احتواء اللبأ على العديد من الفيتامينات والمعادن والأجسام المضادة التي تزيد من مناعة الطفل.
يعتبر القرار في إرضاع الطفل طبيعياً إحدى أهم القرارات التي تتخذها الأم فهي بذلك توفر لرضيعها الغذاء الأفضل، وهناك تساؤلات عدة عند البدء بهذه العملية أهمها:
أولاً: كيف أبدأ بالرضاعة الطبيعية؟
يوصى ببدء الرضاعة بعد الولادة بساعة، وتستغرق عملية الرضاعة من5-30 دقيقة (تبدأ بخمس دقائق في الأيام الأولى وتزيد تدريجياً)، لذا ينصح باختيار مكان مريح وهادئ للإرضاع، واختيار طريقة تناسبك حتى لا تشعري بملل خلال فترة الإرضاع ثم اختاري الوضعية الأنسب لك ولطفلك.
ثانياً: ما هي آلية الإرضاع؟
ترتكز آلية الإرضاع على عملية امتصاص الحليب مما يزيد من إفراز الغدد الحليبية، فكلما زادت عملية مص الثدي أو شفط الحليب يزيد افراز الحليب، كما تتأثر هذه الآلية بحالة الأم النفسية والصحية وانفعالاتها.
يجب على الأم التأكد بأن الطفل يمص ثديها جيداً، ولا يضع الحلمة فقط في فمه، فيجب أن تكون الحلمة والهالة الغامقة حولها داخل الفم، مما يتيح له المص والشفط الصحيح للحليب، مع مراعاة أن ثدي الأم لا يغطي أنف الطفل أو يعيق تنفسه، وبعد انتهاء الرضاعة يحتاج الطفل إلى التجشؤ وهو إخراج الهواء الذي تناوله أثناء الرضاعة من معدته لتقليل حدوث الانتفاخ والمغص.
ثالثاً: هل الحليب الذي يرضعه طفلك كاف؟
فعلياً لا يوجد علاقة بين حجم الثدي وكمية الحليب التي تفرزها الغدد الحليبية، وتعد الزيادة المنتظمة والطبيعية لوزن الطفل أفضل الطرق للتأكد بأن حليبك يغطي حاجته ويزيد وزن الطفل السليم نصف كيلو شهرياً خلال الأشهر الستة الأولى. كما يعد الجوع أحد أسباب بكاء الطفل، لكنه ليس السبب الوحيد فقد يصاب الطفل بمغص معوي أو ألم في جزء محدد من جسمه، أو قد يكون الطفل بحاجة لتغيير الحفاظ، لذلك تذكري دائماً أن البكاء هو الوسيلة الوحيدة لتعبير الطفل عن حاجاته المتعددة.
من جهة أخرى تلعب الحالة النفسية والتغذية للأم دوراً مهما في كمية الحليب الذي يتم إفرازه، وعلى الأم التركيز على الأطعمة المغذية كالخضار والفواكه والعصائر واللحوم والسكريات، بالإضافة إلى زيادة شرب الماء وأخذ قسط كاف من الراحة النفسية والجسدية، وتساعد عملية شفط الحليب باستخدام مضخة الحليب (الشفاط) على تحفيز الغدد الحليبية لزيادة إدرار الحليب.
رابعاً: هل عملك يؤثر على إرضاع طفلك طبيعياً؟
لا يؤثر العمل على إرضاع الطفل طبيعياً، فبمقدور الأم شفط الحليب والاحتفاظ به مبرداً في الرضاعة خلال فترة غيابها، ويبقى الحليب صالحاً لمدة يومين إذا حفظ مبرداً، أو عن طريق استخدام الحليب الصناعي خلال فترة غياب الأم و ينصح غالباً وضع الطفل في حضانة بنفس مكان العمل لتتمكن الأم من إرضاعه خلال فترة الاستراحة.
خامساً: هل يحتاج الرضيع لشرب الماء؟
الطفل الذي يرضع طبيعياً لا يحتاج شرب الماء، إلا إذا كان الجو حاراً أو أصيب بالحمى أو القيء أو الإسهال. أما الطفل الذي يتغذى صناعياً يجب أن يتناول الماء بوفرة بين الرضعات، وذلك لاحتواء الحليب الصناعي على أملاح أكثر من حليب الأم.
سادسا: ما هي المشاكل التي يمكن أن تواجهها الأم المرضعة؟
تشقق حلمة الثدي
- عليك تجنب الصابون أو الكريمات المعطرة أو المرطبات المحتوية على كحول.
- ينصح بارتداء ملابس قطنية واستخدام اللانولين (مرطب طبيعي ) مع الحرص على غسل الثدي قبل الإرضاع.
احتقان قنوات الثدي
- يؤدي احتقان قنوات الثدي الى احتباس السوائل في الثدي مما يؤدي الى الشعور بالالم والانتفاخ
- في حال عدم معالجة الاحتقان قد يتطور الى التهاب في الثدي
- يوصى بمراعات النظافة العامة وارضاع الطفل عند الطلب واستخدام الكمادات الساخنة
التهاب الثدي
- ينتج عن بكتيريا تصيب الثدي احيانا وغالبا ما يتسبب تشقق حلمة الثدي بالاصابة بالالتهاب
- عليك استشارة الطبيب في حال ارتفاع درجة الحرارة او حدوث اعراض انفلونزا وذلك لاختيار مضاد حيوي يناسب الحالة
- حافظي على استخدام الكمادات الساخنة بمعدل 4 مرات يوميا لمدة بين 15-20 دقيقة
سابعاً: متى يحتاج الطفل للرضاعة الصناعية ؟
الرضاعة الصناعية هي بديل عن الرضاعة الطبيعية في حالات عديدة منها:
- عدم كفاية حليب الأم لإشباع الطفل.
- معاناة الأم من الم أو التهاب في الثدي.
- إصابة الأم بأمراض معينة كالإيدز والسل وغيرها.
ثامناً: ما هي أنواع الحليب الصناعي المجفف؟
الحليب المخصص للرضع الأصحاء ويقسم إلى:
حليب المرحلة الأولى: يعطى منذ الولادة إلى الشهر السادس.
حليب المرحلة الثانية: يعطى من الشهر السادس إلى نهاية السنة الأولى.
حليب المرحلة الثالثة: يعطى من عمر السنة وما بعد.
حليب خاص بالخدج وناقصي وزن الولادة: يعطى من الولادة حتى يصبح وزن الطفل من (2-2.5 كغ) ويسبق اسمه رمز pre)).
تختلف هذه الأنواع في التدرج بكمية البروتين، حيث يحتوي حليب المرحلة الثانية على كمية بروتين أكثر لأن زيادة الوزن بعد الشهر السادس تعتمد على البروتين في حين تعتمد في الأشهر الستة الأولى على المواد الدسمة. كما يزيد محتوى الحديد في حليب المرحلة الثانية لأنه بعد الشهر السادس تزداد نسب حدوث فقر الدم.
الحليب المخصص للرضع المصابين بحالات صحية معينة: تم تعديل وتحسين أنواع الحليب لتجنب مشاكل محددة مما يجعل الحليب غير متكامل غذائياً (حتى يناسب الحالة) لذا يجب استخدامه تحت إشراف الطبيب، ومن هذه الأنواع:
- حليب خالي من اللاكتوز: يستخدم في حالات ارتفاع الغالاكتوز في الدم أو نقص إنزيم اللاكتاز الذي يهضم اللاكتوز.
- حليب ناقص التحسس: يستخدم في حالات الحساسية لبروتينات الحليب البقري.
- حليب الصويا: يستخدم في حالات عدم تحمل اللاكتوز أو الحساسية تجاه بروتين الحليب البقري.
- حليب ضد الارتجاع: يستخدم لتقليل الارتجاع من خلال إعداده بإضافة نشاء الأرز وحليب خاص منخفض اللاكتوز.
نصيحة عامة:
يختلف قبول الأطفال لأنواع الحليب المتعددة، فقد يكون الحليب ذو جودة عالية لكن الطفل لم يتقبله، لذا في حالات البدء باستخدام نوع جديد من الحليب أو التغيير من مرحلة لأخرى يرجى مراعاة عدم تزامن إدخال أطعمة أخرى جديدة مع الحليب، بالإضافة لمراقبة الطفل من حيث حدوث إسهال أو قيء أو أي تغيرات أخرى على الطفل والمباشرة باستشارة الطبيب أو الصيدلاني.
دمتي عزيزتي الام مصدر حب وحماية لطفلك في مراحله المتعددة .
إعداد الصيدلانية أسيل بسام بشير
إشراف: د. نور صوالحة
حملة " دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"