top of page
 
"متلازمة تكيس المبايض": مرض يهدد صحة النساء
 
متلازمة تكيس المبايض (Poly cystic ovary Syndrome_PCOS) هي اعتلال يصيب ما يقارب 10 % من النساء في سن الإنجاب (سن 12-45)، ويتمثل باضطرابات الغدد الصماء لديهن، وقد أشارت الإحصائيات العامة إلى أن من بين كل 100 امرأة في سن الإنجاب هناك 4 نساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
ويظهر المرض على شكل أكياس أو حويصلات مائية داخل أحد المبيضين أو كليهما, وبالتالي هي سبب رئيسي لضعف الخصوبة لديهن. يتطور المرض عندما يُحفز المبيض لإفراز كميات كبيرة من الهرمون الذكري اندروجين (Androgen)، وتحديداً التيستوستيرون (Testosterone).

أسباب مرض تكيس المبايض:
في الواقع السبب الحقيقي للإصابة بهذا المرض غير معروف إلى الآن، إلا أنه ذو طبيعة وراثية، وأكثر الفئات العمرية إصابةً به هن المراهقات؛ حيث تحدث لديهن زيادة سريعة في الوزن، وكذلك اضطرابات في الهرمونات.
 
عوامل الإصابة بمرض تكيس المبايض:
- مقاومة الجسم لهرمون الأنسولين مما يؤدي إلى زيادة إفرازه، وبالتالي يرتفع مستوى الهرمون في الدم.
- وجود أفراد من العائلة مصابين بالمرض وخصوصاً الأقارب من الدرجة الأولى.
- وجود أفراد من العائلة مصابين بمرض السكري.
- التوتر والضغط النفسي.
- سوء التغذية.
- ارتفاع مستوى الهرمون الذكري (التستوستيرون).
- السمنة وزيادة الوزن.
الأعراض المصاحبة لمرض تكيس المبايض:
- اضطراب في الدورة الشهرية يأتي على شكل تباعد أو انقطاع في الطمث.
- ضعف واضطراب في الإباضة مما يؤخر الحمل.
- السمنة وزيادة الوزن.
- الشعرانية؛ حيث يظهر الشعر وبصورة ملحوظة في جسم المرأة وخصوصاً في أماكن كالذقن والصدر، والنمو السريع لذلك الشعر بمجرد التخلص منه.
- تقلب المزاج والإصابة بحالة اكتئاب.
- تعمق الصوت وخشونته.
- الإجهاض المتكرر للحمل بسبب زيادة هرمون (LH) وهرمون التستوسترون في الجسم، فهما يسببان ضعفاً أو خللاً في البويضة، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الإجهاض. كما أن ارتفاع مستوى الإنسولين في الجسم يمكن أن يسبب تجلط الدم في السطح الفاصل بين بطانة الرحم والمشيمة، وقد يؤدي هذا الأمر إلى قصور المشيمة والإجهاض.
- ظهور حب الشباب وتصبح البشرة دهنية.

 
تشخيص الإصابة بمرض تكيس المبايض:
يتم تشخيص الإصابة بالمرض من خلال إجراء عدد من الفحوصات الطبية والمخبرية كالآتي:
- إجراء صورة للمبيض بالالتراساوند البطني أو المهبلي، ويفضل الفحص المهبلي لدقته؛ حيث تصل دقة التشخيص فيه إلى 100 %، بينما تكون هناك احتمالية للخطأ في الفحص البطني بنسبة 30 %؛ حيث يظهر التكيس من 10-20 بويضة بحجم 8-10 ملم منتشرة في محيط المبيض، فتبدو المبايض متضخمة في الحجم بمقدار مرة ونصف إلى ثلاث مرات على الحجم الطبيعي، كما يلاحظ تركيز نسيج المبيض في الوسط.
- بعض الفحوصات المخبرية مثل:
* ارتفاع في مستوى هرمون الإنسولين (Hyper-insulinaemia)، رغم أن مستوى السكري في الدم طبيعي وهذا يعرف بـ"ممانعة الإنسولين"، وهو السبب الأكثر شيوعا.
* ارتفاع هرمونات الإباضة (LH&FSH) في أول 3 أيام من الدورة الشهرية.
* ارتفاع مستوى الهرمون الذكري تيستوستيرون (Testosterone).
* ارتفاع مستوى هرمون الحليب (Hyper-prolactinaemia).
* ارتفاع هرمون الاسترادايول والاسترون (estrone).
* انخفاض مستوى مستقبلات الهرمونات الجنسية.
* أحيانا يكون المرض مصاحباً لاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية.
- الفحص السريري بحيث يشتمل على أعراض المرض.

 
المضاعفات المصاحبة لمرض تكيس المبايض:
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني: تبين أن احتمالية الإصابة بمرض السكري تزداد 50 % عند مرضى تكيس المبايض خاصة اللاتي يعانين من السمنة أيضاً.
- ارتفاع نسبة الكولستيرول (cholesterol) والدهون الثلاثية (Triglyceride) في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الوعائية: حيث إن ارتفاع هرمون الانسولين والكولسترول قد يسببان تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرحم: حيث إن زيادة إفراز هرمون الاستروجين يؤدي إلى زيادة سمك بطانة الرحم.

 
علاج مضاعفات مرض تكيس المبايض:
يعتمد علاج المرض على طبيعة الأعراض المصاحبة له، ومن الضروري متابعة المرض وعلاجه منذ البداية لتفادي حدوث أي مضاعفات، ويعتمد العلاج على ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية واتباع برامج غذائية صحية منتظمة، للتقليل من مشكلة زيادة الوزن والوقاية منها.
- الإقلاع عن التدخين؛ حيث سجل نسبة 53.3 % نجاحاً في علاج المرض.
- استخدام حبوب منع الحمل (oral contraceptives) لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية.
- استخدام حبوب منظم السكري الميتفورمين (Metformine) بجرعة مناسبة لعلاج عدم انتظام الانسولين في الدم، فمن المعروف أنّ دواء الميتفورمين يعطى لمرضى السكري، ولكن إذا أعطي لمرضى تكيس المبايض فإنه يخفض مستوى الأنسولين فقط بدون أن يؤثر على مستوى السكر.


 
إعداد: رجاء فيصل الدردور/ دكتور صيدلة
إشراف: الدكتورة خولة نصير
حملة " دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى "
 

Please reload

bottom of page