دكتور صيدلة
نحو رعاية صيدلانية مثلى
كيف يساعد الغذاء في السيطرة على السكري
يعتقد البعض بأن علاج مرض السكري عن طريق الإنسولين أو الأدوية المعروفة كافٍ للسيطرة على المرض ومنع مضاعفاته، وليس هنالك حاجه لإتباع نظام غذائي معين، أو تغيير نمط الحياة ما دام المريض ملتزم بأخذ أدويته في مواعيدها المحددة. بينما يعتقد آخرون بأن إتباع نظام غذائي خالي من النشويات والسكريات يغني عن تناول أدوية السكري، وكافٍ من وجهة نظرهم للسيطرة على مستوى السكر بالدم. ولكن مع الأسف، فإن هذه الاعتقادات الشائعة بين الناس خاطئة، ولا أساس لها من الصحة, حيث يجب على مريض السكري الالتزام بأخذ الأدوية المخصصة لعلاج مرضه، وفي نفس الوقت عليه الالتزام بنظام غذائي معين، ويغير من نمط حياته بالشكل الذي يساعد في تخفيض مستوى السكر بالدم، فالأدوية وحدها لا تكفي لعلاج المرض والسيطرة عليه بشكل فعال.
ما هي التغيرات التي يجب على مريض السكري أن يحدثها في نظام غذائه ونمط حياته لكي يتمكن من
التكيف مع مرضه بصورة أفضل؟
يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، أو من حالة ما قبل السكري، وفي نفس الوقت يعانون من زيادة بالوزن أو السمنة، أن يسعوا إلى التخلص من الوزن الزائد (حوالي 7% من الوزن الكلي)؛ حيث سيؤدي هذا إلى التقليل من مقاومة الجسم للإنسولين، وبالتالي فعالية أكبر في السيطرة على مستوى السكر بالدم.
وللمساعدة على بقاء مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، يفضل إتباع النصائح التالية، إلى جانب تناول الأدوية المناسبة لعلاج مرض السكري:
1) القيام بالنشاطات الرياضية المختلفة بشكل منتظم, وأهمها المشي, بحيث لا تقل مدته عن 150 دقيقة بالأسبوع.
2) التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون.
3) الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف (14 غرام من الألياف لكل 1000 سعر حراري).
4) أن تشكل السعرات الحرارية المكتسبة من تناول الدهون المشبعة فقط 7% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
5) من الممكن الاستعاضة عن سكر المائدة بالمُحليات الصناعية ،مثل السكارين، في تحليت المشروبات المختلفة، فهي لا تزود المريض بأي قيمة غذائية. ولكن يجب استخدامها بكميات قليلة، لأن كثرة استخدامها قد يؤدي إلي أضرار نحن في غنى عنها.
6) يجب أن يكون عدد الوجبات التي يتناولها المريض، وكمياتها، وأوقات تناولها، تتناسب مع نظام الأدوية المتبع في علاج مرض السكري لديه، خصوصاً إذا كان الإنسولين هو الدواء الرئيسي في العلاج.
ما هي المُحليات التي يمكن أن يستخدمها مرضى السكري كبديل لسكر المائدة؟
يتوافر في الأسواق العديد من المحليات الصناعية، والتي لا تزود الجسم بأي سعرات حرارية، كما يوجد الكثير من المنتجات الخاصة لمرضى السكري، يدخل في تصنيعها المحليات الصناعية كبديل لسكر المائدة. يُنصح مرضى السكري باستخدام هذه المحليات بدلاً من سكر المائدة ولكن في نفس الوقت يجب ألا يسرفوا في تناول هذه المحليات حيث لا يزال الجدل قائم حول أضرارها وآثارها الجانبية على الإنسان. فهناك دراسات أثبتت بأن هذه المحليات سببت حدوث أورام سرطانية عند الحيوانات، ولكن لم يتم تأكيد حدوث هذه الآثار على الإنسان، كما أن هناك بحوث أوجدت أن هذه المحليات وعلى عكس ما هو شائع قد تسبب زيادة في الوزن، وبالتالي فإن استخدامها بغرض تخفيف الوزن قد لا يجدي نفعاً. نذكر من هذه المحليات: السكارين (saccrine)، والأسبارتام (aspartame) وهما الأكثر استخداماً من بين جميع المحليات، كما يعتبر السوربيتول (sorbitol)، والسكرالوز (sucralose) من المحليات التي يمكن أن يستخدمها مرضى السكري.
تعد عشبة الستيفيا (stevia) من النباتات الطبيعية وتتميز بمذاقها الحلو، ومن الممكن أن تكون بديل آمن لسكر المائدة، حيث يستطيع مرضى السكري استخدامها للتكيف مع مرضهم بصورة أفضل دون أن يعرضوا أنفسهم لمضار المحليات الصناعية.
ما هي الأغذية التي يجب الإكثار منها والأخرى التي يجب تجنبها للحصول على سيطرة أفضل على مرض السكري؟
* الحبوب: يجمع خبراء التغذية في الوقت الحالي على أن غذاء مريض السكري يجب أن يعتمد إلى درجة كبيرة على تناول الحبوب باعتبارها أغنى الأغذية بالألياف. من هذه الحبوب: العدس, والحمص, واللوبيا, وفول الصويا, والترمس, والحلبة, والقمح, والذرة.
* الخضراوات والفاكهة: هي أيضاً من الأغذية الهامة لمريض السكري لاحتوائها على الألياف, علاوةً على قيمتها الغذائية المرتفعة ومن الأمثلة عليها: الملفوف, والخس, والخيار, والجزر, والجوافة.
ويعتبر التفاح من أفضل أنواع الفاكهة لمريض السكري, حيث يعمل على تنظيم مستوى السكر بالدم, وخفض مستوى الكولسترول, وخفض ضغط الدم المرتفع, بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية. وقد يدهشك هذا الأمر نظراً لاحتواء التفاح والجوافة على سكريات, ولكن في الحقيقة سكر التفاح والجوافة يسبب فقط ارتفاع بسيط في مستوى السكر بالدم, أي أنه لا يتطلب من البنكرياس إفراز كمية كبيرة من الإنسولين للتعامل معه.
* البيض واللبن ومنتجاته: صفار البيض يحتوي على نسبة مرتفعة من الكولسترول, لذلك ينبغي الحذر من تناوله, بينما يعتبر اللبن الزبادي واللبن الرائب من أفضل الأغذية للأشخاص عامة ولمرضى السكري على وجه الخصوص.
* اللحوم: ينصح خبراء التغذية أن يكون الاعتماد الأكبر على تناول البروتين النباتي (مثل فول الصويا والحبوب المختلفة) وعلى البروتين الحيواني الخاص باللبن ومنتجاته, بينما يفضل التقليل من البروتين الحيواني الخاص باللحوم. ولكن من اللحوم، يفضل تناول اللحم الأبيض (الأسماك والطيور), باعتباره أقل احتواءً على الدهون وأسهل هضماً من اللحم الأحمر.
* المأكولات الدهنية: يجب الابتعاد عنها لأنها تسبب ارتفاع الكولسترول, وهي كالسمن النباتي, والزبدة, والقشدة, ودهن اللحوم. وتعتبر الدهون نباتية المصدر أقل ضرراً ، لكنها تُعرض لزيادة وزن الجسم. ومنها الدهون الموجودة بالبندق, واللوز, والجوز, والفول السوداني.
* المعكرونة والبطاطس: كلاهما ضار بمرض السكري خاصة البطاطس إذ يمكن أن يؤدي تناولها إلى حدوث ارتفاع سريع بمستوى السكر بالدم.
* الخبز: يُفضل أن يعتمد المريض على الخبز الذي يحتوي على ردة القمح وقشور القمح (دقيق أسمر)؛ لاحتوائه نسبة مرتفعة من الألياف.
* الحلويات والمأكولات السكرية: احرص على الإقلال من تناول سكر المائدة إلى أقصى درجة. واحذر تماماً من الجاتوهات والحلويات وغيرها من المأكولات المعتمدة على السكريات.
ذكرنا خلال هذا المقال بعض المعلومات الغذائية المفيدة, التي ستساعد مرضى السكري من التكيف مع مرضهم والتعايش معه بشكل طبيعي. ولكن من الممكن أيضاً أن يقوم المريض بزيارة احد أخصائي التغذية, للحصول على مزيد من النصائح ولمساعدته في وضع نظام غذائي محدد يتناسب مع حالته الصحية.
إعداد: د. زينب يحيى الصبح / دكتور صيدلة
بإشراف: د. ساير العزام
حملة دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى